بني نهشل أبقوا عليكم ولم تروا

بَني نَهشَلٍ أَبقوا عَلَيكُم وَلَم تَرَوا

سَوابِقَ حامٍ لِلذِمارِ مُشَهَّرِ

كَريمٍ تَشَكّى قَومُهُ مُسرِعاتِهِ

وَأَعداؤُهُ مُصغونَ لِلمُتَسَوِّرِ

أَلانَ إِذا هَرَّت مَعَدٌ عُلالَتي

وَنابَي دُموعٍ لِلمُدِلّينَ مُصحِرِ

بَني نَهشَلٍ لا تَحمِلوني عَلَيكُمُ

عَلى دَبِرٍ أَندابُهُ لَم تَقَشَّرِ

وَإِنّا وَإِيّاكُم جَرَينا فَأَيُّنا

تَقَلَّدَ حَبلَ المُبطِئِ المُتَأَخِّرِ

وَلَو كانَ حَرِّيُّ بنُ ضَمرَةَ فيكُمُ

لَقالَ لَكُم لَستُم عَلى المُتَخَيَّرِ

عَشِيَّةَ خَلّى عَن رَقاشِ وَجَلَّحَت

بِهِ سَوحَقٌ كَالطائِرِ المُتَمَطِّرِ

يُفَدّي عُلالاتِ العِبايَةِ إِذ دَنا

لَهُ فارِسُ المِدعاسِ غَيرُ المُغَمِّرِ

وَأَيقَنَ أَنَّ الخَيلَ إِذ تَلتَبِس بِهِ

يَقِظ عانِياً أَو جيفَةً بَينَ أَنسُرِ

وَما تَرَكَت مُنكُم رِماحُ مُجاشِعٍ

وَفُرسانُها إِلّا أَكولَةَ مَنسِرِ

عَشِيَّةَ رَوَّحنا عَلَيكُم خَناذِذاً

مِنَ الخَيلِ إِذ أَنتُم قَعودٌ بِقَرقَرِ

أَبا مَعقِلٍ لَولا حَواجِزُ بَينَنا

وَقُربى ذَكَرناها لِآلِ المُجَبِّرِ

إِذاً لَرَكِبنا العامَ حَدَّ ظُهورِهِم

عَلى وَقَرٍ أَندابُهُ لَم تَغَفَّرِ

فَما بِكَ مِن هَذا وَقَد كُنتَ تَجتَني

جَنى شَجَرٍ مُرَّ العَواقِبِ مُمقِرِ