تمسي الرياح بها وقد لغبت

تُمسي الرِياحُ بِها وَقَد لَغِبَت

أَو كُلِّ صادِقَةٍ عَلى الفَترِ

كُنّا نُنادي اللَهَ نَسأَلَهُ

في الصُبحِ وَالأَسحارِ وَالعَصرِ

أَن لا يُميتَكَ أَو تَكونَ لَنا

أَنتَ الإِمامَ وَوالِيَ الأَمرِ

فَأَجابَ دَعوَتَنا وَأَنقَذَنا

بِخِلافَةِ المَهدِيِّ مِن ضِرِّ

يا اِبنَ الخَلائِفِ لَم نَجِد أَحَداً

يَبقى لِحَزِّ نَوائِبِ الدَهرِ

إِلّا الرَواسي وَهيَ كائِنَةٌ

كَالعُهنِ وَهيَ سَريعَةُ المَرِّ

فَقَدِ اِبتُليتَ بِما زَعَمتَ لَنا

إِن أَنتَ كُنتَ لَنا عَلى أَمرِ

كَم فيكَ إِن مَلَكَت يَداكَ لَنا

يَوماً نَواصينا مِنَ النَذرِ

مِن حَجِّ حافِيَةٍ وَصائِمَةٍ

سَنَتَينِ أُمِّ أُفَيرَخٍ زُعرِ

لَم يَبقَ مِنهُم غَيرُ أَلسِنَةٍ

وَأُعَيظَمٍ وَحَواصِلٍ حُمرِ

وَيُجَمِّرونَ بِغَيرِ أَعطِيَةٍ

في البَرِّ مَن بَعَثوا وَفي البَحرِ

وَيُكَلِّفونَ أَباعِراً ذَهَبَت

جِيَفاً بَلينَ تَقادُمَ العَصرِ

حَتّى غَبَطنا كُلَّ مُحتَمَلٍ

يُمشى بِأَعظُمِهِ إِلى القَبرِ

وَتَمَنَّتِ الأَحياءُ أَنَّهُمُ

تَحتَ التُرابِ وَجيءَ بِالحَشرِ

وَالراقِصاتِ بِكُلِّ مُبتَهَلٍ

مِن فَجِّ كُلِّ عَمايِقٍ غُبرِ

ما قُلتُ إِلّا الحَقَّ تَعرِفُهُ

في القَولِ مُرتَجِلاً وَفي الشِعرِ