خليفة الله منهم في رعيته

خَليفَةُ اللَهِ مِنهُم في رَعِيَّتِهِ

يَهدي بِهِ اللَهُ بَعدَ الفِتنَةِ البَشَرا

بِهِ جَلا الفِتنَةَ العَمياءَ فَاِنكَشَفَت

كَما جَلا الصُبحُ عَنهُ اللَيلَ فَاِنسَفَرا

لَو أَنَّني كُنتُ ذا نَفسَينِ إِن هَلَكَت

إِحداهُما كانَتِ الأُخرى لِمَن غَبَرا

إِذاً لَجِئتُ عَلى ما كانَ مِن وَجَلٍ

وَما وَجَدتُ حِذاراً يَغلِبُ القَدَرا

كُلُّ اِمرِئٍ آمِنٌ لِلخَوفِ أَمَّنَهُ

بِشرُ بنُ مَروانَ وَالمَذعورُ مَن ذَعَرا

فَرعٌ تَفَرَّعَ في الأَعياصِ مَنصِبُهُ

وَالعامِرَينِ لَهُ العِرنينُ مِن مُضَرا

مُعتَصِبٌ بِرِداءِ المُلكِ يَتبَعُهُ

مَوجٌ تَرى فَوقَهُ الراياتِ وَالقَتَرا

مِن كُلِّ سَلهَبَةٍ تَدمى دَوابِرُها

مِنَ الوَجا وَفُحولٍ تَنفُضُ العُذَرا

وَالخَيلُ تُلقي عِتاقَ السَخلِ مُعجَلَةً

لَأياً تُبينُ بِها التَحجيلَ وَالغُرَرا

حُوّاً تُمَزِّقُ عَنها الطَيرُ أَردِيَةً

كَغِرقِىءِ البَيضِ كَنَّت تَحتَها الشَعَرا

شَقائِقاً مِن جِيادٍ غَيرِ مُقرِفَةٍ

كَما شَقَقتُ مِنَ العُرضِيَّةِ الطُرَرا

يُزَيِّنُ الأَرضَ بِشراً أَن يَسيرَ بِها

وَلا يَشُدُّ إِلَيهِ المُجرِمُ النَظَرا