رفعت لهم صوت المنادي فأبصروا

رَفَعتُ لَهُم صَوتَ المُنادي فَأَبصَروا

عَلى خَدِباتٍ في كَواهِلِهِم جُزلِ

وَلَولا حَياءٌ زِدتَ رَأسَكَ هَزمَةً

إِذا سُبِرَت ظَلَّت جَوانِبُها تَغلي

بَعيدَةُ أَطرافِ الصُدوعِ كَأَنَّها

رَكِيَّةُ لُقمانَ الشَبيهَةُ بِالذَحلِ

إِذا نَظَرَ الآسونَ فيها تَقَلَّبَت

حَماليقُهُم مِن هَولِ أَنيابِها الثُعلِ

إِذا ما رَأَتها الشَمسُ ظَلَّ طَبيبُها

كَمَن ماتَ حَتّى اللَيلِ مُختَلَسَ العَقلِ

يَوَدَّ لَكَ الأَدنَونَ لَو مُتَّ قَبلَها

يَرَونَ بِها شَرّاً عَلَيكَ مِنَ القَتلِ

تَرى في نَواحيها الفِراخَ كَأَنَّما

جَثَمنَ حَوالي أُمِّ أَربَعَةٍ طُحلِ

شَرَنبَثَةٌ شَمطاءُ مَن يَرَ ما بِها

تُشِبهُ وَلَو بَينَ الخُماسِيُّ وَالطِفلِ

إِذا ما سَقوها السَمنَ أَقبَلَ وَجهُها

بِعَينَي عَجوزٍ مِن عُرَينَةَ أَو عُكلِ

جُنادِفَةٍ سَجراءَ تَأخُذُ عَينُها

إِذا اِكتَحَلَت نِصفَ القَفيزِ مِنَ الكُحلِ

وَإِنّي لَمِن قَومٍ يَكونُ غَسولُهُم

قِرى فَأرَةِ الدارِيِّ تُضرَبُ في الغَسلِ

فَما وَجَدَ الشافونَ مِثلَ دِمائِنا

شِفاءً وَلا الساقونَ مِن عَسَلِ النَحلِ