فرعن وفرغن الهموم التي سمت

فَرَعنَ وَفَرَّغنَ الهُمومَ الَّتي سَمَت

إِلَيكَ بِنا لَمّا أَتاكَ سَمامُها

وَكائِن أَنَخنا مِن ذِراعَي شِمِلَّةٍ

إِلَيكَ وَقَد كَلَّت وَكَلَّ بَغامُها

وَقَد دَأَبَت عِشرينَ يَوماً وَلَيلَةً

يُشَدُّ بِرِسغَيها إِلَيكَ خِدامُها

وَلا يُدرِكُ الحاجاتِ بَعدَ ذَهابِها

مِنَ العيسِ بِالرُكبانِ إِلّا نَعامُها

لَعَمري لَئِن لاقَت هِشاماً لَطالَ ما

تَمَنَّت هِشاماً أَن يَكونَ اِستِقامُها

إِلَيهِ وَلَو كانَ المُنَهَّتُ دونَهُ

وَمِن عَرضِ أَجبالٍ عَلَيها قَتامِها

وَقَومٍ يَعَضّونَ الأَكُفَّ صُدورُهُم

عَلَيَّ وَغارى غَيرُ مُرضىً رِغامُها

نَمَتكَ مَنافٌ ذِروَتاها إِلى العُلى

وَمِن آلِ مَخزومٍ نَماكَ عِظامُها

أَلَيسَ اِمرُؤٌ مَروانُ أَدنى جُدودَهُ

لَهُ مِن بَطاحِيِّ لُؤَيٍّ كِرامُها

أَحَقَّ بَني حَوّاءَ أَن يُدرِكَ الَّتي

عَلَيهِم لَهُ لا يُستَطاعُ مَرامُها

أَبَت لِهِشامٍ عادَةٌ يَستَعيدُها

وَكَفُّ جَوادٍ لا يُسَدُّ اِنثِلامُها

كَما اِنثَلَمَت مِن غَمرِ أَكدَرَ مُفعَمٍ

فُراتِيَّةٌ يَعلو الصَراةَ اِلتِطامُها

هِشامٌ فَتى الناسِ الَّذي تَنتَهي المُنى

إِلَيهِ وَإِن كانَت رِغاباً جِسامُها

وَإِنّا لَنَستَحيِيكَ مِمَّن وَراءَنا

مِنَ الجَهدِ وَالآرامُ تُبلى سِلامُها

فَدونَكَ دَلوي إِنَّها حينَ تَستَقي

بِفَرغٍ شَديدٍ لِلدِلاءِ اِقتِحامُها

وَقَد كانَ مِتراعاً لَها وَهيَ في يَدي

أَبوكَ إِذا الأَورادُ طالَ أَوامُها