لأدنو من أرض لأرضك إن دنت

لَأَدنُوَ مِن أَرضٍ لِأَرضِكِ إِن دَنَت

بِها بيدُها مُوصولَةٌ وَإِكامُها

أَفاطِمَ ما مِن عاشِقٍ هُوَ مَيِّتٌ

مِنَ الناسِ إِن لَم يُردِ نَفسي حُسامُها

وَلَجتِ بِعَينَيكِ الصَيودَينِ مَولِجاً

مِنَ النَفسِ إِن لَم يوقِ نَفسي حِمامُها

لَقَد دَلَّهَتني عَن صَلاتي وَإِنَّهُ

لَيَدعو إِلى الخَيرِ الكَثيرِ إِمامُها

أَيَحيا مَريضٌ بَعدَما مُيِّتَت لَهُ

سَوادُ الَّتي تَحتَ الفُؤادِ قِيامُها

أَيُقتَلُ مَخضوبُ البَنانِ مُبَرقَعٌ

بِمَيتٍ خُفاتاً لَم تُصِبهُ كِلامُها

فَهَل أَنتِ إِلّا نَخلَةٌ غَيرَ أَنَّني

أَراها لِغَيري ظِلُّها وَصِرامُها

وَما زادَني نَأيٌ سُلُوّاً وَلا قِرىً

مِنَ الشامِ قَد كادَت يَبورُ أَنامُها

إِذا حُرِّقَت مِنهُم قُلوبٌ وَنُفِّذَت

مِنَ القَومِ أَكبادٌ أُصيبَ اِنتِظامُها

كَما نُحِرَت يَومُ الأَضاحي بِبَلدَةٍ

مِنَ الهَديِ خَرَّت لِلجَنوبِ قِيامُها

أَلا لَيتَ شِعري هَل تَغَيَّرَ بَعدَنا

أُدَيعاصُ أَنقاءِ الحِمى وَسَنامُها

كَأَن لَم تُرَفِّع بِالأُكَيمَةِ خَيمَةً

عَلَيها نَهاراً بِالقُنِيِّ ثُمامُها

أَقامَت بِها شَهرَينِ حَتّى إِذا جَرى

عَلَيهِنَّ مِن سافي الرِياحِ هَيامُها

أَتاهُنَّ طَرّادونَ كُلَّ طُوالَةٍ

عَلَيها مِنَ النَيِّ المُذابُ لِحامُها

عَلَيهِنَّ راحولاتُ كُلِّ قَطيفَةٍ

مِنَ الخَزِّ أَو مِن قَيصَرانِ عِلامُها

إِلَيكَ أَقَمنا الحامِلاتِ رِحالَنا

وَمُضمَرَ حاجاتٍ إِلَيكَ اِنصِرامُها