ما أصبحت أرض العراق بها

ما أَصبَحَت أَرضُ العِراقِ بِها

وَرَقٌ لِمُختَبِطٍ وَلا قِشرِ

إِن نَحنُ لَم نَمنَع بِطاعَتِنا

وَالحُبِّ لِلمَهدِيِّ وَالشُكرِ

فَغَدَت عَلَينا في مَنازِلِنا

رُسلُ العَذابِ بِرَغوَةِ البَكرِ

أَشقى ثَمودَ حينَ وَلَّهَهُ

عَن أُمِّهِ المَشؤومُ بِالعَقرِ

لَمّا رَغا هَمَدوا كَأَنَّهُمُ

هابي رَمادِ مُؤَثَّفِ القِدرِ

أَنتَ الَّذي نَعَتَ الكِتابُ لَنا

في ناطِقِ التَوراةِ وَالزُبرِ

كَم كانَ مِن قِسٍّ يُخَبِّرُنا

بِخِلافَةِ المَهدِيِّ أَو حَبرِ

جَعَلَ الإِلَهُ لَنا خِلافَتَهُ

بُرءَ القُروحِ وَعِصمَةَ الجَبرِ

كَم حَلَّ عَنّا عَدلُ سُنَّتِهِ

مِن مَغرَمٍ ثِقلٍ وَمِن إِصرِ

كُنّا كَزَرعٍ ماتَ كانَ لَهُ

ساقٍ لَهُ حَدَبٌ مِنَ النَهرِ

عَدَلوهُ عَنهُ في مُغَوِّلَةٍ

لِلماءِ بَعدَ جِنانِهِ الخُضرِ

أَحيَيتَهُ بِعُبابِ مُنثَلِمٍ

وَعَلاهُ مِنكَ مُغَرِّقُ الدَبرِ

أَحيَيتَ أَنفُسَنا وَقَد بَلَغَت

مِنّا الفَناءَ وَنَحنُ في دُبرِ

فَلَقَد عَزَزنا بَعدَ ذِلَّتِنا

بِكَ بَعدَما نَأبى عَنِ القَسرِ

أَصبَحتَ قَد بَخَعَت نَصيحَتُنا

لَكَ وَالمَقامِ وَأَيمَنِ السِترِ

أَحيَيتَ أَنفُسَنا وَقَد هَلَكَت

وَجَبَرتَ مِنّا واهِيَ الكَسرِ