وكم من ناذرين دمي رمتهم

وَكَم مِن ناذِرينَ دَمي رَمَتهُم

إِلَيكَ عَلى مَخافَتِهِم وَفَقرِ

لِتَلقى اِبنَ الوَليدِ وَلا تُبالي

إِذا لَقِيَت نَداهُ بَناتِ دَهرِ

أَتَيتُكَ بِالجَريضِ وَقَد تَلاقَت

عُرى الأَنساعِ مِن حَقَبٍ وَضَفرِ

وَكَم خَبَطَت بِأَرساغٍ وَجَرَّت

نِعالَ الجِلدِ وَهيَ إِلَيكَ تَسري

وَتَلقى اِبنَ الوَليدِ وَإِن أُنيخَت

إِلى مُغلَولَبٍ بِنَداهُ غَمرِ

تَكُن مِثلَ الَّتي مُطِرَت وَكانَت

بِأَعوامٍ قَوائِظِهُنَّ غُبرِ

وَجَدتُم يا بَني زَيدٍ نُجوماً

يَنُؤنَ مِنَ السَماءِ بِكُلِّ قَطرِ

بِهِنَّ المُدلَجونَ بَدَوا وَساروا

وَإِيّاهُنَّ يَتبَعُ كُلُّ مَجرِ

حَلَفتُ بِكَعبَةٍ يَهوي إِلَيها

مِنَ الآفاقِ مِن يَمَنٍ وَمِصرِ

إِلَيها لِلمَساجِدِ كُلُّ وَجهٍ

وَإِيّاها يُوَجَّهُ كُلُّ قَبرِ

لِأَقتَلِعَن صَفاةَ الشِعرِ عَنهُ

فَما أَنا مِن دَوامِغِهِ بِغُمرِ

كَأَنَّ مَواقِعَ الآثارِ مِنها

مَواقِعُ مِن صَوارِمَ ذاتِ أُثرِ

رَأَيتِكَ يا أَبانُ تَمَمتَ لَمّا

بَلَغتَ الأَربَعينَ تَمامَ بَدرِ

أَضاءَ الأَرضَ وَالأُخرى عَلَيها

مِنَ السَبعِ الطِباقِ بِكُلِّ شَهرِ