ولست بناس فضل مروان ما دعت

وَلَستُ بِناسٍ فَضلَ مَروانَ ما دَعَت

حَمامَةُ أَيكٍ في الحَمامِ الهَواتِفِ

وَكانَ لِمَن رَدَّ الحَياةَ وَنَفسُهُ

عَلَيها بَواكٍ بِالعُيونِ الذَوارِفِ

وَما أَحَدٌ مُعطىً عَطاءً كَنَفسِهِ

إِذا نَشِبَت مَكظومَةٌ بِالخَوائِفِ

حُتوفُ المَنايا قَد أَطَفنَ بِنَفسِهِ

وَأَشلاءِ مَحبوسٍ عَلى المَوتِ واقِفِ

وَما زالَ فيكُم آلَ مَروانُ مُنعِمٌ

عَلَيَّ بِنُعمى بادِئٍ ثُمَّ عاطِفِ

فَإِن أَكُ مَحبوساً بِغَيرِ جَريرَةٍ

فَقَد أَخَذوني آمِناً غَيرَ خائِفِ

وَما سَجَنوني غَيرَ أَنّي اِبنُ غالِبٍ

وَأَنّي مِنَ الأَثرَينِ غَيرِ الزَعانِفِ

وَأَنّي الَّذي كانَت تَعُدُّ لِثَغرِها

تَميمٌ لِأَبياتِ العَدُوِّ المَقاذِفِ

وَكَم مِن عَدُوٍّ دونَهُم قَد فَرَستُهُ

إِلى المَوتِ لَم يَسطَع إِلى السُمِّ رائِفِ

وَكُنتُ مَتى تَعلَق حِبالي قَرينَةً

إِذا عَلِقَت أَقرانَها بِالسَوالِفِ

مَدَدتُ عَلابِيَّ القَرينِ وَزِدتَهُ

عَلى المَدِّ جَذباً لِلقَرينِ المُخالِفِ

وَإِنّي لِأَعداءِ الخَنادِفِ مِدرَهٌ

بِذَحلٍ غَنِيٍّ بِالنَوائِبِ كالِفِ

لِجامُ شَجىً بَينَ اللَهاتَينِ مَن يَقَع

لَهُ في فَمٍ يَركَب سَبيلَ المَتالِفِ

وَإِن غِبتُ كانوا بَينَ راوٍ وَمُحتَبٍ

وَبَينَ مُعيبٍ قَلبُهُ بِالشَنائِفِ

وَبِالأَمسِ ما قَد حاذَروا وَقعَ صَولَتي

فَصَيَّفَ عَنها كُلُّ باغٍ وَقاذِفِ

وَقَد عَلِمَ المَقرونُ بي أَنَّ رَأسَهُ

سَيَذهَبُ أَو يُرمى بِهِ في النَفانِفِ