الجدار

أهنئُكمْ

فهذا السورُ كالأفعى

يُساورُكم

يُحاورُكم

يُجاورُكم

جدارٌ فوق أرضِ سِواكمُ طوقُ

وهل أبهى من الطوق

على العنق؟!

ويلتفُّ

ليرقبَكمْ

نجحتم إذ تكرمتمْ

فشيَّدتم

مسارًا للتفاهمِ بَانَ في سِلمِ

ليرعاكم

حصارًا من عطاياكم

لشعبٍ ظل يبحثُ عن صدى حُلمِ

وعن يومِ

وعن درب

وعن لهف

فما أغلى هداياكم!!

أهنئكم

على بُرجٍ غريبٍ لا حياءَ بهِ

يُطلُّ على أراضي الأهلِ في صَلفِ

ويمنعُ كل فلاحٍ بأن يشدو

على أرضهْ

ليزرعَها فيُخصبَها

بكل الوجدِ والشغفِ

فحسبُ الأرضِ ما صنعتْ أياديكم

فهذا السورُ يمتدُّ

ويشتدُّ

قيودًا أو حواجزَ أو متاريسا

ويشهدُ كلُّ من زار الجدارَ بأنَّ تدليسا

بفضلِكمُ

وتأسيسا

بِظنٍ أن ذلك صار مدعاةً لراحتكمْ

أهنئكم

يُعاني الطفلُ يسألُكمْ

بأنْ يجتازَ للغربِ

لكي يُشفى….

تولَّيتم وأعرضتمْ

لتغدو للصغيرِ نهايةٌ أوفتْ

فقد وفّيتمُ حقَّه

بكل اللطفِ والحُبِّ

فما أحلاه ! ودَّعكمْ !

أهنئكم

فثمَّةَ حاملٌ وضعتْ

بقرب السورِ والأسلاكْ

تباركُكم وتشكرُكم.

ويشكرُكم أساتذةٌ وطلابٌ

أرحتمْ من دروسٍ وامتحاناتٍ

فما أكرمْ ،

تكرُّمَكم

أهنئكم

إذا شِدتمْ

وسيَّجْتمْ

ليسمو الطيرُ أعلى من جدارِكمُ

يغردُ فوقَ عاتي السورِ

لا يسأل

(عن الأسمنت، والخيبهْ

تلاحقُكم)

سؤالاً إذ غدا يُسأل

ينادي “يا جدارَ الفصل،

هل ترحل” ؟

متى ترحل؟!!