آب بيروت الأسود

الرابع من آب الأحزان

تسلل كالجرذ الموبوء

من بين شروخ العام الحاضر

عشرونا بعد العشرين…

موتورٌ .. باغت كانونا

 معتمرا أخشاب الصلب

 

يقتحم الدنيا معجونا

بوباء العصر وبالأهوال

ينفخ في بوق المأساةِ

فتغيبُ الأرواح الخضراء

اقتحم الموت مضاجعها

تستجدي رحمات الرب

 

آه بيروت

يا وجع الزمن الغادر

رعب المرفأ يصرخ مذهولا

فالموت ينز جثامينا

تتطاير في سحب الدخان

تتساقط أشلاءً داميةً

بين صفيح السيارات

وتحت ركام الإسمنت المتفجر ألما

من هول الكرب

تتصارع أعمدة النار

مع موج البحر الغاضب

والدخان…

هيجان يسحق أعمارًا

وشظايا البلور  المجنون

نيازك وعد ساخطة

فتمزق أجساد الدنيا

بسهام الرعب

صوت من خلف الغيم

يصرخ بيروت

يتهدج.. تخنقه العبرة:

 زهرة نيسان ونشوته

وجد النايات بفيء الأرز

تحاور أغنية الرعيان

رائحة الحبق الأبيض

قنديل البحّار و سِيرانا الحب*

تتعارك في قلبك بيروتٌ

نيران بنيك

وسهام الغدر مهاميز

تُذكي الجمر المتدثرْ

برماد العُرب

وحدك يا فاتنة الدنيا

تطوين جراحك صامتة

يتحجر في عينيك الدمع الأزرق

وتغص رياضك بالألامِ

فتضيع معالم وجهك كالثكلى

في ذات الدرب

آه بيروت

أغدوتِ كنائحة الفقد!

أسمال الحزن تسربلكِ

وتلوك المأساة الفرحة

ليلك ما عاد ينادمنا

أو تسهر في الشرفة نجمة

والمقهى في ذاك الشاطىء يبكينا …  

مسخ التفجير معالمه

وتهاوت ذاكرة السمّارِ

بقعر الجب !

………………………

سيرانا أو سيرينا  ( Siren )في الأساطير اليونانية القديمة هي حورية بحرية لها رأس امرأة وجسد طير ,

تغوي الملاحين بغنائها الساحر ، وتستخدم الكلمة مجازيا رمزا للمرأة الفاتنة.

10/8/2020