يا أمة طماحة في صدرها

يَا أُمَّةً طَمَّاحَةً، فِي صَدْرِهَا

يَغْلِي الشبابُ ويُخفِقُ الإقدامُ

مَا بَيْنَ لُبْنَانٍ وَشَاطِئِ سُورِيا

وَالأَرْضُ قَحْطٌ وَالرِّمَالُ عِقامُ

عَمَّا يُفَتِّشُ نَاظِرٌ لَكِ نَيِّرٌ

مِنْ وَطْأَةِ الحُمَّى عَلَيْهِ ظَلَامُ

لِلَّهِ صُورٌ وَهْيَ تَسْبَحُ فِي الضِّيَا

وَالبَحْرُ يَلْمَعُ مَوْجُهُ البَسَّامُ

فِي زُرْقَةِ الشطِّ الجميلِ تَأَلَّقَتْ

بيضاءَ تخفُقُ فَوْقَهَا الأَعْلَامُ

وَهُناكَ أشْرِعَةٌ لَهُنَّ تموُّجٌ

وَصَدى مَجَاذِيفٍ لَهُنَّ صِدَامُ

سُفُنٌ مِنَ الأَرْزِ المَتِينِ يُعِدُّهَا

مُسْتَعْرِضًا أَحْمَالَهَا حِيرامُ

بِالصَّوْلَجَانِ الأَسْوَدِ اللمَّاعِ مِنْ

دُرَرٍ لَهُنَّ تَوَهُّجٌ وَنِظَامُ

مِنْ عَسْجَدٍ فِيهَا وَبَرفيرٍ وَمِن

خَزٍّ وَمِنْ غَالِي العَقِيقِ رُكَامُ

سِيرُوا فَملقارٌ يُبَارِك مَنْ جَلَوْا

وَالشَّوقُ خلفٌ وَالرَّجاءُ أَمَامُ

مِنْ أَرْضِ صيدونٍ وَمِنْ آرادُسٍ

وَجُبَيلَ قَدْ شَدُّوا الحِبَالَ وَقَامُوا

لِيُوَسِّعُوا سُبُلَ الحَيَاةِ وَيَنْشُرُوا

عَلَمَ الحَضَارَةِ وَالشُّعُوبُ نِيَامُ