لا تقولوا مائلة

لا فرقَ إن شَدَّت وإن أرخَت

فما مِن مُشكلَهْ

ها نحنُ في أحلامنا

نحلُّ كلَّ مُعضِلَهْ

ونحنُ في أوهامِنا

نجتازُ كلَّ مرحلَهْ

فلا تثيروا القوللة

ولا تزيدوا البلبلهْ

ولا يقضُّ نومَكم تفكٌّر في مسألهْ…

وإن تَرَوا مُعوَجَّةً فلا تقولوا:

مائلهْ!

مرّوا بها مرَّ الكرامِ

كما تمرُّ السابلهْ

فالصمتُ أسلم ما يكون

لكي تظلَّ القافلة

تمشي على الدربِ بلا

مُعترضٍ أو عرقلَهْ…

***

لا تتعِبوا أعصابَكم

لا تجهِدوا أفكارَكُم

فإن نطقتم فاحذروا

من بنتِ فِكْرٍ قاتلة…

فكل ما تبغون سهلٌ نيلُهُ

ما أسهلَهْ…

من فلقةِ الصابون

حتى المغسلهْ..

من قارب الصيادِ

حتى الناقلهْ…

من مركب الحنطورِ

حتى الحافلَهْ

من قشة الكبريت

حتى القُنبلَهْ…

***

فلنحمد اللهَ الذي

أزاحَ عنا الأحملَهْ

وخصَّها بغيرنا

من غير ما أن نسألَهْ..

فليعملوا،

وليجهدوا،

ولينتجوا كلَّ الذي

نحتاجُ أن نستعملَهْ

أو نلبسَهْ

أو نأكُلَهْ…

يجري بنا أو نحملَهْ…

وليحفظ اللهُ لنا

أمخاخَنا المعطَّلَهْ

مرتاحةً مُدلَّلهْ…

***

ونحن في المحصّلة

جميعنا يدركُها

أعرافنا المهلهلهْ

لكننا اعتدنا على قيودها المكبِّلَهْ

حتى غدت في طبعنا

والطبعُ لا بديلَ لهْ!