من مشتل السلام

مِن مَشتَلِ السَّلامْ،

زرَعتُ في بُستاننا

في سالفِ الأيَّـامْ،

شُجَيرةً صَغيرةْ

شجَيرةَ الأحْلامْ…

رَعَيْتُـها، روَّيتُـها،

حَفِظتُهـا

مِن كُلِّ شرٍّ مُحدِقِ

مِن يَومِ حَرٍّ مُحرِقِ

ومِن شِتاءٍ مُغرِقِ

شُجَيرَتي قد أينَعَتْ

فأورَقَتْ وأوشَكَتْ

أن تَبدأَ الإزهارَ

لتُعطِيَ الأثمارَ…

وذاتَ يَومْ

حَطَّتْ على شُجَيرَتي

جَرادَةٌ عَنيدَةْ

تَنهَشُ في أوراقِها

مَسرورةً سَعيدَةْ

حاوَلتُ أن أردَعَها بجُملَةٍ مفيدَةْ

حاوَلتُ أن أطرُدَها لجِهَةٍ بعيدَةْ

لكنَّها تَمَرَّدَتْ

تَوَعَّدَتْ وهدَّدَتْ

واستنفَرَتْ مِن جِنسِها

جماعَةً مَزيدَةْ

وأعلَنَتْ بأنَّها السُّلطانةُ الفَريدَةْ

والنَّهْشُ مِن شُجيرَتي،

في عُرفِها، عَقيدَةْ..!

ولم أجِدْ في إخوَتي

مَن يُدرِكُ المكيدَةْ

فكلُّهم مُقيَّدٌ ولازمٌ حُدودَهْ

وكلُّهُم مسيَّرٌ وكاظمٌ رُدودَهْ

وكلُّهُم، لو أدركوا،

حقولُهُم مَرصودَةْ…!

وأصبَحَتْ شُجيرتي،

مِن مَشتلِ السَّلامْ،

مَحزونةً كئيبَةْ

وَلم تزَلْ غريبَةْ

تنتظرُ العجيبَةْ

في مَوكِبِ الأيَّامْ..