هن

أيطيبُ لي مِن بعدِهِنَّ العيشُ

لو أبعَدتَهنَّ؟

بل كيفَ تعتمِرُ القلوبُ بنَبضِِها

من غيرِهنَّ؟

ولئنْ يكنَّ السّمُّ في عَقَصاتهنَّ،

وقرصِهِنَّ،

ولئنْ بلغنَ من الدَّهاءِ الأوْجَ،

مَرْخِيَّ الأعِنَّةْ،

لكنّما يَبقَيْنَ هُنَّ السِّحرَ،

هنَّ الوَحيَ هُنَّ…

قد صَوَّر اللهُ الجَمَالَ مُلخّصًا

بجَمَالهِنَّ!

وأراهُ قد جَعَلَ الحَنانَ مُجسّدًا

بقلوبهِنَّ..

ويطيبُ لي أن أرتَوي

مِن نبعِهِنَّ وصَفوِهِنَّ…

ويلذُّ لي أن أكتَوي،

إذ أكتَوي،

في نارِهِنَّ..

في لحظهنّ أسِنّةٌ،

أوّاهُ من تلكَ الأسِنَّةْ!

لكنَّهُنَّ، إذا غضِبنَ،

جَعَلنَ عذبَ اللَّحنِ عَنَّةْ

فاسترضِِهِنَّ وراعِهِنَّ

بفطنةٍ،

من كَيدِهِنَّ

واحفَظْ لهُنَّ مقامَهِنَّ،

ولا تحمّلهُنَّ مِنَّةْ…

ودارِهِنَّ فإنهُنَّ،

متى أرَدْنَ،

جَعَلنَ للأخشابِ رَنَّـةْ..

وبكِِلْمَةٍ..

وبلَحْظةٍ

يجعَلنَ نارَ الأرْضِِ جنَّةْ!