أجيدي المدح ناظمتي أجيدي

أجيدي المدح ناظمتي أجيدي

لمريم إنها بحر الحُنُوِّ

إلهٌ خصها دون البرايا

ورقَّاها إلى أوج السمو

دعاها أُمَّه والأم بكرٌ

فيا للَه من هذا العلو

أتى منها إلهاً جلَّ قدراً

قصيّاً حل في برج القُصُوِّ

براها ثم برّاها وأبرا

تُقاها التامَ من أسر العدو

تلت وحي الإله فأولجته

مقرّاً ظاهراً ضمن التُلُوِّ

ولما أن رُني من عين مولىً

قدير خصَّها بعد الرنو

دعاها مذ نمت بالفضل حتى

رقت بنموها فوق النمو

فأولدها له أمّاً وبكراً

بناسوت عليٍّ في العلو

هي ابنة آدم الإنسان لكن

متى قد كان في حال السمو

ولم تعرف خَطاء الجدِّ أصلاً

وهذا القدس من ذاك الخلو

دنا منها إلهٌ حل فيها

وهذا الطهر من ذاك الدنو

بمولدها اطمأنَّ الخلق طرّاً

ومن بالسجن حسوا بالهُدُوِّ

بها الإيمان أضحى وهو نورٌ

ونار الكفر في طي الخبو

فإني يا بتولةُ في العذارى

نجيُّك في الرواح وفي الغدو

فلا أسلوك يا زين البرايا

ولو حض العدو على السلو

وما عرف السلوُّ طريقَ حبي

لمريم فاتركيه إلى العدو

بلى إني سموت بها ولكن

خَطائي قد ثناني عن سموي

صبوت إليك من صغري ولكن

صبائي اصطيدَ في شرك الصُبُوِّ

أوَدُّ بك المتاب ولي رجاءٌ

بأنك تنجديني بالحنو