أذوب إذا رأيت يسوع يوما

أذوب إذا رأيت يسوع يوماً

يدانُ كمجرمٍ بين الرجالِ

وأغرب منه عبدٌ حَدَّ موتاً

على رب الأسافل والأعالي

يتوِّج رأسَه إكليلُ شوكٍ

أسنَّتُه أحدُّ من النبال

وجاد بنفسه كرماً وجوداً

وأين الجود من هذا النوال

ومدَّ على الصليب بكل شوقٍ

يميناً لا تطول إلى الشمال

ونكَّس رأسه المرفوع طوعاً

لأمر أبيه عن أهل الضلال

وسلَّم قلبه وحشاه نهباً

وسلْباً للصوارم والعوالي

أيا شمس ارجعي رَجعاً سريعاً

لقد غلبت عليك يد الليالي

ويا أرض احذري حيث الأناسي

لأن العدل دِينَ من المحال

ويا موسى كليم اللَه جدِّد

أساطيرَ الشريعة بالسؤال

ويا هارون خبِّر عن أناسٍ

رأوا كفر الجميل من الجمال

ويا حزب النبيين استعدوا

فراراً من بني ذات النكال

ويا حزب اليمين اثبُت يميناً

ولا تسقُط سقوط بني الشمال

ويا أرباب دين الكفر ضمُّوا

إليكم من بهم كُفرُ الفعال

ويا نار الجحيم قِدِي وزيدي

على حزب اليهود ولن تَزالي

ويا جوق الملائك لا تخافوا

على قلب الإله فغير بال

محبة آدمٍ وبنيه صارت

له قلباً حوى دَرَج المعالي

تناول آدمٌ وبنوه منه

ثمار الفوز من شجر الكمال

فأُلِّهَ ثم قُدِّس ثم أُحيِي

كما قد مات من ثمر المُحال

ألا يا حُبُّ قد أَنَّست ربّاً

وألَّهتَ التراب ولن تبالي

فدع قلبي يذوب وأَسقِ ريّاً

بماء نِصالك الحسنى نصالي

فيَسبِكَ ذوبُه قلباً جديداً

ويزهو بماء رونقكم جمالي