أفنظم در ما أره نفيسا

أفنظمُ درٍّ ما أره نفيسا

أم درُّ نظمٍ يستميل نفوسا

أم عِقد مدحٍ فيه عَقدُ أليَّتي

قسماً وقد كان اليمين غموسا

أفلا تزال عقوده دريةً

وبه تزين أكلَّةً ورؤوسا

إن رُمتَ مركزَه فدونَك درةً

من بحر مأنوسٍ تراه أنيسا

ذي الرتبة العلياء في أفق النهى

فلذاك كان عَليَّها المحروسا

أضحى به دين المسيح مؤيَّداً

والبِيعةُ الغراء صارت خيسا

ما جئتَه وهلال سعدك طالعٌ

في برجه إلّا وعاد شُموسا

ألقت طوالعُه عواملَ جزمه

سكن الزمان بها وكان شَموسا

وسألتُ حين سُئلتُ عنه فقيل لي

حِبرٌ يوشّي رسائلاً وطروسا

وبه اعتقدتُ اَنَّ التقَى متنفِّسٌ

لولا التقي لظننتُه مرموسا

أحيا من الفضلاء فضلاً دارساً

فكأنما العازارُ قام بعيسى

ففضيلةٌ تُتلى وفضلٌ يُجتلى

ببهائه السامي وداءٌ يوسى

رقَّت أناملُه لرقة طرسِه

فأقرَّت الكتّابُ أنك موسى

ما زانَ ديوانَ الملوك وأمرَهم

إلّاك لما أن دعوك رئيسا

يا طيب أيامٍ حبَتني مجلساً

من قربكم والسعد كان جليسا

وجنيت منك معارفاً ومناقباً

أضحى بها الجهل الشرود خسيسا

قد بوركت أيامكم وتقدست

أعماركم بعماركم تقديسا

فتهنَّ في فخرٍ جَذبت بضبعه

فأطاع ثم عصى سواك نفيسا

وطلعتَ في دين ابن مريم بغتةً

بدراً يشقُّ الظلمة الحنديسا

فيسوع عاد مؤيَّداً والدين عا

د موطَّداً والكفر عاد دريسا

فكأنَّ إيلِيّا تولَّت نارُه

أوثانَ قومٍ كذبوا إدريسا

كانت لحزب اللَه سعدَ سعودهم

ولعصبة الكفّار كن نحوسا

رُدَّت عيونُ المبدعين خواسئاً

بك يا أمين وكُنَّ قبلَك شوسا

سادت بك الفيحاءُ لما زرتَها

يوماً وكانت قبل ذاك وطيسا

إذ شُرِّفَت شرفاً جليلاً باذخاً

بوجودكم وتأسست تأسيسا

يا كوكباً ما شامَ ماردَ حاسدٍ

وانقضَّ إلّا راجماً إبليسا

حتى غدا وتُقاك أوهى خُبثَه

وتنكَّست أعلامُه تنكيسا

سُدتم على الأعداء طرّاً مثلما

ساد الزمانُ بكم وصار رئيسا

فلذاك واجَهكم بوجهٍ شاكراً

آلاءكم طلقٍ وكان عبوسا

أودعتُكم للَه يوم فراقنا

وتركتني بك مولعاً وحبيسا

شوق الهوى العذري أصبح شامتاً

ببني كنانة حين صار رسيسا

جاد الزمان بكم وضنَّ بقربكم

يا ليته في البدء كان خسيسا

وقد ارتحلنا الشعرَ نحو جنابكم

شوقاً ولولاه ارتحلنا العيسا

فهلم من لبنان يا ابنة لُبِّنا

وتكلَّلي إذ كنت فيه عروسا

ما ساغ فيكِ سبكُ مدحٍ مطلقٍ

إلّا ليَفدي مدحُكِ المحبوسا