أقوت عهودهم فأين ذمامي

أقوَت عهودُهم فأين ذمامي

وخلت قلوبهمُ فأين مقامي

وثنوا أعنَّتهم بغير موفِّقٍ

فغدوتُ مشغولاً بجذبِ زمام

بتروا السلام بسيف غدرٍ فانثنى

رجعُ السلام وَفاً بغير سلام

قد كنت أحسب ودَّهم كمودتي

شتّان بين ذِمامهم وذمامي

حاولت قربهم فنادى بعدُهم

الهجرُ أعذب من وصال لئام

إن الكرام وإن تناءت دارهم

عني فإن القلب دار كرام

يا نائمين عن العهود وعندهم

أنَّ الوفا ضربٌ من الأحلام

هل تَقتضي الأثمار غصناً ذاوياً

أم هل يرويهنَّ حرُّ أُوام

قولوا لمن قد نام عن عهدي فقد

أمسيت سهراناً وعهديَ نامِ

غادرتُهم والغدر ملء جَنانهم

فكأنهم صرعى بغير مُدام

إن كَلَّموا كَلَموا فؤادَ محبِّهم

أو سلَّموا ثَلَموا بغير كلام

إني على الحالين معْهم موجعٌ

راشوا سهامَ كَلامهم لكِلامي

الدهر قدَّمهم وهم لم يعلموا

أن العثار يكون في الإقدام

تمت سعودهمُ فإن تمامَها

فيهم وبَدءُ النقص عند تمام

ظنوا حسامَ الحكم فيهم فيصلاً

فنبا وكان الفضل في الإحكام

إن العصا بيد الحكيم بحزمِه

أمضى له من ذابلٍ وحسام

هذي عصا داودَ أكبرُ شاهدٍ

في قتله جالوت ذا الصمصام

فلذاك لا أخشاهمُ فسيوفهم

بإزاء عدل اللَه ذاتُ كَهام

كم رُمتُ إنسَهم لأحظى بالمنى

فيهم فكان الموت دون مرامي

إن خاتلوا أو خادعوا أو نافقوا

فكأنهم بومٌ بذيلِ ظلام

يُعميهمُ الحقُّ الصراحُ بشمسه

هذا جزاء المبصر المتعامي

فاصبر على المتكبرين تجدْهمُ

يتوشحون غداً بثوب ملام

رَبِّ اَستميحُك طاعةً وتواضعاً

عن كبريائي قبل يوم حِمامي