أوائل السهد أقصى لذة الوسن

أوائلُ السُهدِ أقصى لذَّةِ الوسنِ

كالنطق أولُّه من آخرِ الفِطَنِ

كذا المشيب إذا ما حل في لِمَمٍ

أقصى الشبابَ وأوهى صِحَّةَ البدن

لما بدا الموت فاهتزت فرائصُنا

منه وكان اسمه عندي أبا الفتن

أضحى يقود زمامَ العمر عن عجلٍ

قَودَ الجزور بلا رَحلٍ ولا رسن

إلام أفراحُنا والموتُ آخرُنا

وهل يروق دفيناً جَودةُ الكفن

كأننا في أمانٍ من فجائعنا

والفَخُّ من شأنه للعين لم يَبِن

نُسقَى ولكن حياضُ الموت موردُنا

تبّاً لعقلٍ يَظُنُّ السرَّ كالعلن

لذاكَ يجني ثمارَ الإثم أجهلُنا

عنها وأعقلُنا عند الصلاح يَني

أبت صفاتُ سجايانا محاسنَها

كالضَّبِّ لا يلتقي والنونَ في وطن

تاللَه إنّا اقتحمنا كلَّ فاحشةٍ

لم يرضَها عابدو النيران والوثن

حُزْنَا خِلالاً تراها عينُنا حَسَناً

والعقل أدرى يراها لَسنَ بالحسن

لا زال أوفرُنا إثماً وأكثرُنا

ظُلماً وأجهلُنا علماً بلا سُنَن

يا رافلاً بثياب العُجب مغتبطاً

تب قبل تمزيق ثوب العمر بالوهن

واطرح بعبء ذنوبٍ لو طَرَحتَ بها

حَقّاً لأدركتَ ما ضيعتَ في الزمن

وارتدَّ عن عادة السوء التي ملكت

منك الفريقين من روحٍ ومن بدن

قم لا تُضَيِّعُ يوماً في محبتها

ما أضيع الحبَّ والإحسانَ في الدُجَن

من رام يوماً خلاصاً من عوائده ال

شنعاء يُشبِهُ مَن يرجوه مِن وثن

فجُدَّ تُرشَدْ وفِقْ تنجحْ بذاك فإن

عملت تخلصْ فتب تَنصَلْ من الدرن

مستشفعاً بالتي أضحت بغيرتها

جيشاً يمزِّق جيشَ الجنِّ والفتن

مدينةُ اللَه أنتِ حصنُ ملَّتنا

والحصنُ من شأنه يبنَى على القُنَن

إني وحق الهوى والمدحُ يشهد لي

يا مريمُ البِكرُ لا أنساك في زمني

فكيف ينسى عليلٌ طبَّ علتِه

وكيف أنسى شفاكِ وهو يَلزمُني