السيف والحيف في حرب وفي حرب

السيف والحيف في حربٍ وفي حرَبِ

أهنا من المرأةِ الدهياءِ في الحُجُبِ

كأنها وهي في خطْراتها شررٌ

تنقضُّ من جمرات النار في الحطبِ

أفعى وفي لفظها سمٌّ لسامعها

يخاله في الهوى ضرباً من الضَّرَبِ

لا ترضَ حَوّا فإن عاشرتَها غَرِقٌ

في البرِّ يا من رأى بحراً من التُرَبِ

مكشوفة الوجه ينبوع الفواحش إن

حادثتها قلت هذي حادث النوب

فيها هلاك نفوسٍ لا عداد لها

كم أسقطت راقياً في السبعةِ الشهب

يا منظراً ترشق الألحاظُ أسهمَه

فاعجب به هدفاً يُصمَى ولم يُصَبِ

يا حَربةَ القلب لا تنفكُّ همَّتُها

يوم الكريهة في المسلوب لا السلب

قضيبُ مَلْكِ جحيمِ النار طلعتُها

فخُّ الشبيبة قطبُ الشر والعطب

يا تهمةً يَتهِمُ الأبرارَ مظهرُها

يا راحةَ الحيةِ الرقطاء ذي الذنب

عزا الشياطينِ داءٌ لا عزاء له

هي الأتُون ومن ينجو من اللهب

وعنصر الإثم في تركيبها شبَقٌ

مأوى السفاهة من عُجمٍ ومن عرب

حانوت شيطانها الساعي بمهنتها

فمٌ طليقٌ يذيب القلب الرُّعُبِ

تفشي السرائر تدعو الظالمين إلى ال

آثام والشرِّ والعدوان والكذب

علّامةٌ في هوى الشهْواتِ بل ظهرت

علّامَةَ الشرِّ إن شابت ولم تَشِب

صِلٌّ بمنظر شخصٍ ناطقٍ وقحٍ

وحشٌ بصورة إنسانٍ بلا أدب

ذئبٌ هصورٌ مريعٌ كاسرٌ شرسٌ

بابٌ به يدخل الشيطان للشَجَب

لا تَعتبيني فإني لم أصفك كما

يليق بامرأةٍ معلولةِ النسب

فأنت أول عاصي اللَه من بشرٍ

جسورةٌ ألقتِ الإنسانَ في العَطَب

أقدمت إقدام شيطانٍ على رجلٍ

برٍّ تقيٍّ سما في أرفع الرتب

فخرَّّ عن ساحة الفردوس منهبطاً

ميتاً هَلوكاً غدا في منزلٍ خرب

يكلُّ عن صنعك الشيطان منخذلاً

لو لم يجدك له مندوحةَ السبب

ها صورة اللَه في الإنسان قد فسدت

منكِ فأنت فسادُ الكون والحقب

أذقت موتاً يسوعَ ابنَ الإله ضحىً

من إثمك المعتدي من سوء منقلَب

وأوشك اللَه إن يُفني خلائقَه

لو لم تَقُم مريمٌ في ملتقى الغضب

شفيعةٌ ما أتت يوماً مشفَّعةً

إلّا وأنقذَتِ العاني من التعب

قم فاسمتع صوتها الداعيك تنجُ فإن

لبَّيتَ صوتاً زِبَطْريّاً فلم تَخِب

كم فرجت كربةً سوداء قاتمةً

فنادها الآن يا كشّافة الكُرَب

حسبي بها شغفاً حسبي بها شرفاً

حسبي بها وكفى يا آيةَ الكتب

أنتِ ليَ الكلُّ إذ كلي لكِ أبداً

وأنت في الكل عن عينيَّّ لم تَغِب