اليوم يخفق كل نجم مرجف

اليومَ يَخفقُ كلُّ نجمٍ مُرجفِ

عند انبجاس ضياء ذاك المسعفِ

لو قابلت شمسُ العلاء ضياءه

لا تَدَّعي بالإسم إن لم تُكسَف

والبدر لو قامت عليه شهودُه

لا يثبتون جلاه إن لم يُخسَف

سعد السعود على محاسن وصفه

متوقفٌ لسواه لم يتوقف

متألِّقاً بسعوده متألّفاً

بجنوده كالبدر في الليل الخفي

قام الإلهُ مشيَّعاً من قبره

والختمُ باقٍ تحت أمر المُوقِف

قام الإله ومُزِّقت أعداؤه

وتنكست أعلام كل معنِّف

قام الإله ولاح بارقُ وعده

لعبيده وحقوقَهم فيه يفي

قام الإله ونمَّ عَرفُ سنائه

في الخافقين وعمَّ من لم يَعرف

قام الإله وقد بدا بقيامه

متعطفاً والخصمُ لم يتعطف

قام الإله قيامةً ما بعدها

موتٌ يروع ولا اختفاءُ المختفي

هذا المسيح وقد بدا من قبره

يستوقف الأبصارَ عند المُشرِف

قد ناط ثوبَ الموت عن ناسوته

وأماط وِقرَ الوزر عنّا مذ شُفي

فإذا تجلى قلتُ للشمس اغربي

وإذا تبدى قلتُ للبدر اختفِ

إن كان بالناسوت يوصف قدرُه

فتراه باللاهوت ما لم يوصف

أطفا شُواظَ النار عنا عفوُه

قِدَماً وما كانت بِلاه لتنطفي

يستوكف الأبصارَ باهي حِلمِه

مذ جاء بالنعمى ولم يَستنكف

يا صاح قم نسعى بأقدام الرجا

إن كنت ذاك الخدنَ والخل الوفي

نحو الضريح نرى بصهوة ظهرِه

مَلَكاً يشير لنا بذاك الموقف

ونُسَرُّ مع شمعون عند وُلوجه

ونفوزُ مع يحيى ولم نتوقَّف

نسعى بأقدام الصبابة والصَبا

ونكون في الأحزاب مع من أُصطُفي

ونهزُّ أعطافَ القلوب مسرّةً

ونزيح أضغاث الضمير المُدنِف

ونكلِّفُ العزماتِ فيه لأنه

لا يهتدي بالفوز من لم يَكْلَف

ونشدُّ سوقَ الجد في سوق الرجا

ونقول في مرآه يا عينُ اذرفي

فاسمع وطع وتأنَّ وارفع واتَّئد

وترجَّ واحسِنْ واستعدَّ به تف

لنرى به مصباحَنا متألقاً

فعساه يوم مجيئه لا ينطفي

طِعني ولا تحفل بقول معنِّفٍ

بُعداً لواشٍ فيهمِ ومعنِّف

لو كنتَ تَخبُرُ يا عذولي مَخبَري

لعرفتَ من نعماه ما لم تعرف

ما أضيع استيفاءَ وصفي قدرَه

يفنى الزمانُ وفيه ما لم يوصف

لو أن رأى يعقوبُ بعضَ صفاته

في عالم اللاهوت أُنسِي اليوسفي

مثَّلتُه بإزاء شخصي عالماً

أنّي برؤيته سعيدُ الموقف

فكأنني الحِرباءُ فيه وحبُّه

شمسٌ فلا أبرحْ لها عن موقف

يا عاذلي لا تَبدُ فيه مفنِّداً

بل مُغرَماً أو مغرياً تتشرَّف