خلعت هياكلها بجرعاء الحمى

خلعت هياكلَها بِجَرعاءِ الحمى

كَرهاً وقد أزفت لأن تَتعلَّقا

لكنها ذكرَت عهودَ صفاتِها

وصبت لمغناها القديم تَشوُّقا

وتلفتت نحو الديار فشاقَها

عهدٌ قديمٌ كان مثواه البقا

حنَّت حنين الإلف لما راقها

ربعٌ عفت أطلاله فتمزّقا

وقفت تسائله فرد جوابَها ال

إقرار أنَّ غداً يكونُ الإلتقا

لا تفرقي مما يجيب بزعمه

رَجعُ الصدى أن لا سبيل إلى اللقا

فبكت بعين الحال معهد عهدِها ال

مألوفِ ثم سمت بأوج الإرتقا

سُرَّت بمركزها القديم وأظهرت

أسفاً على زمنٍ مضى فتفرَّقا

فكأنها برقٌ تألَّق بالحمى

سَحَراً ينير الغرب ثم المشرقا

نُشرَت أشعتُه بأفق سمائه

ثم انطوى فكأنه ما أبرقا