دعي يا نفسي لهوا فيك طالح

دعي يا نفسي لهواً فيك طالحْ

ولا تطغي فإن اللَهَ صالحْ

وإسعي سعي من بالخير راغبْ

وأجري الدمع عن عينيك غاربْ

فإن تسعي ظفرت بأجر راهب

غدا عن عالم الشهوات هارب

ويطوي الليل سهراناً ونائحْ

على آثامه وبهن بائحْ

رأيت العالم الغرّار فينا

عدوّا قد حوى داءً دفينا

يعدْنا بالسرور ولا يفينا

ولما أن رآنا قد شفينا

يجردُ شره وبه يكافح

فيردي بالهلاك لمن يصافح

غدا متهدداً فعدا وهددْ

وشد بظلمه القاسي وشددْ

ورد سروره منا وردد

عزائم خير أنفسنا وبدد

ذخائر خيرنا والعمر رائح

وهدَّ بِشرِّه مَلِكاً وسائح

فأين ملوك أهل الأرض طرّا

وأين الجاعلون الخير شرّا

وأين الحالبون أسىً وضرّا

وأين مجرِّعون الناس مُرّا

غدوا تحت الثرى والحال واضح

وحرُّ جهم النيران فاضح

فكأس الموت طاف بهم وحيّا

فما أبقى بهم في الحي حيا

وأخلى منهم ربعاً وحيا

وكان السمُّ في تلك الحميا

فأفسد بالنفوس وبالجوارح

وقد نشبت بهم أيدٍ جوارح

إلهي وقِّنا تلك الرزايا

وأسعدنا على تلك البلايا

لنحظى بالمنى عند المنايا

لأنك خير من يهب العطايا

بحرمة مريمٍ فاغفر وسامح

وغُضَّ الطرف عنا يا مسامح