طهارة نفس لا تفيد وتنفع

طهارة نفسٍ لا تفيد وتنفعُ

إذا كان جسم النفس بالإثم يَمنعُ

متى خضع الجسم الكثيفُ قوامُه

لعفة نفسٍ كان باللَه يَخضع

يعود كما قد كان من قبل سَقطةٍ

متى كان في الفردوس آدمُ يرتع

فتركيبُنا بالنفس والجسم قائمٌ

ولا غرو أن الجسم للنفس يَتبع

فإن كنت روحيّاً فأنت مؤلَّهٌ

وإن كنت جسميّاً فأنت مشنَّع

طهارة جسمٍ فاقت النفس رفعةً

وتلك من الأملاك أرقى وأرفع

فكم بين مجبولٍ على الطهر طبعُه

وكم بين مجبورٍ ثَناه التطبع

أقول ولا أخشى بقولٍ مصدّقٍ

يؤيده ثَمْرٌ من الطهر مونِع

بأنَّ طُهوراً عند معنى جماله

نظيرُ إلهٍ بالطهارة يَلمع

فآدم أغواه تألُّهُهُ وقد

تألَّه من بالطهر يوماً يُطَمَّع

فمن زاد طهراً زاد شِبْهاً بربه

يَخِسُّ وينمو موجِدٌ ومضيَّع

فلا تتعبن يا من يروم عَفافةً

إذا لم يُعنك اللَه لا تتمنَّع

فما الطهر إلّا منحةٌ من سخائه

يجود بها طوراً وطرواً يُمَنِّع

وشاهده منه تبارك أنه

أبى فرضَها إذ كان بالفرض يَشرَع

أرى الجسم يُغويني بشوكة شهوةٍ

ويَرشقني الشيطان رشقاً يوَجِّع

ترانيَ مجروحاً ومحترِقاً معاً

فجرحيَ معْ حرقي أُريد وأَرفع

فإنيَ إنسانٌ مهينٌ وذو شقا

فمن منقذٌ من جسمِ موتٍ ويشفع

أنادي وقد ناديت من لا يجيبني

سواك أعن يا رب والقلب يَهلع

فإن شئت تطهيري فإنك قادرٌ

تطهِّرني والخصمُ عندك يَجزَع

بمريم عنوان العفاف اُمِّكَ التي

لديك غدت وهي الشفيعُ المُشفَّع