عد الدهر حتى انقض كوكبه الدري

عد الدهر حتى انقض كوكبُهُ الدرِّي

وقد كان يُزري بالثواقب والبدر

قضى فقضت معْه لذاك حشاشةٌ

يضيق بها من بعده منزلُ الصدر

فإن كان ذاك البدرُ طفلاً بعمره

ولكنه في القدر أكبر في العمر

له العين مرعىً حيثما حل شخصه

له القلب قبرٌ جلَّ عن تربة القبر

أيا كوكباً تبدو الكواكب نحوه

ضئيلة قدرٍ حين فاق على القدر

أيا والداً أضحى له الدهر فاجعاً

بمولوده إن الخسوفَ إلى البدر

فلا تشك من بلوى الزمان عدواةً

فإنك فخرٌ والعداوة في الفخر

بقيت لمعروفٍ ودمت معوَّضاً

من الفاقد المسعود بالشفع والوتر