فقد تقسوا طباع ذوي اللآمه

فقد تقسوا طباع ذوي اللآمَهْ

إذا ألبستَها ثوبَ الكرامهْ

وتُصلحُها الإهانةُ حين تقسوا

كما قد تصلح الجُعَلَ القُمامه

فإن يكنِ الهوانُ لها سلامَهْ

فلم يكن الوقار لها سلامه

فلو تزكو الكرامه في لئيمٍ

لما حاق البلا بأبي دلامه

ولا كان ادعى منها وفيها

نبيّاً حين مَخرقَ باليَمامه

كريمُ الطبع إن تُكرْمه لانت

خلائقُه ويُظلمُ بالملامه

يَزيد كرامةً فيزيد حُلْماً

كما ازداد اللئيمُ بها صرامه

إذا أبصرت بالمرء اتضاعاً

فلا تَجهلْه من تلك العلامه

ولا تركن إلى مَن قال إني

وإني والفِعالُ فعالُ عامَه

ستندم بعد كالكُسَعِيِّ لما

ندامةُ قوسه قطعت بِهامَه

رويدك لا تلم في الفَوتِ نفساً

فما نَفعُ الملامة في الندامه

إذا ناداك ذو جهلٍ لعقلٍ

أجبه مُعرِضاً يا ذا الندامه

فبينكما على التحقيق بونٌ

يزيدُ كَبَينَما روما ورامه

فهل أبصرت يا من عاش دهراً

عُقاباً كاسراً بيدَيْ حَمامه

كذلك لا ترى أبداً لئيماً

إذا أكرمتَه عرف الكرامه