قالت إليك فقلت طرفي أرمد

قالت إليك فقلت طرفي أرمدُ

قالت عليك فقلت لحظي أربدُ

محنٌ كست جسمي الضناءَ وزادها

حزناً شقاها والعداةُ الحُسَّدُ

أي صاحبيَّ قفا بديرٍ جئته

فرداً وهوْ في كل صقعٍ مُفرد

لقبٌ تُخصِّصُهُ به آلاؤه

كنزُ الحياة وفضله لا يجحد

قمر الهدى من سفح لبنانٍ بدا

حتى اهتدى بسنائه المتعبّد

في ساحةٍ حط التقى بربوعها

أسمالَه وغدا علينا يُنشد

إن القداسة والنفاسة والرضا

سيفٌ يجرَّد إن أردتَ ويغمد

خلعَ الأثيم ثيابَه بفنائه

فكساه عنها توبةً تتجدد

كم مجرمٍ متقلدٍ بدم الورى

وافاه طوعاً ذلك المتقلّد

والجنُّ تفرَقُ عند منظره فكم

من ماردٍ أقصاهُ ذاك المشهد

ما جاءه متشيطنٌ متهشِّمٌ

إلّا نجا واِبليس ولَّى يُرعَد

كم مدنفٍ وافاه يدعو فانثنى

بشفائه تُثني عليه العُوَّد

كم أكمهٍ وافى وأبرَتهُ يدٌ

علويَّةٌ مذ كلَّ عنه الإثمد

فلو الدُيورةُ كان فيها سيّدٌ

حقاً لقلنا إن هذا السيد

رهبانه نور الخلائق كلِّهم

وعلى تقاهم كلُّ فضلٍ يشهد

ضاءت لهم حسناتُهم حتى اهتدوا

لولا تقاهم في الورى لم يهتدوا

قامت بحفظهمُ جنودُ ملائكٍ

ضاق الفضاءُ بجيشهم والفَدفَد

هبطوا لنصرهمُ بجاشٍ مرهَفٍ

ذاب الحديد لعزمهم والجلمد

فر العدا متسابقين وعندهم

من غيظهم ذاك المقيمُ المقعد

من مُختَزٍ ولَّى وهو مُتوعّدٌ

ومُهشَّمٍ قد ذلَّ وهو مهدد

من دونهم رهطُ الملائك حافظٌ

آثارَهم لا ذابلٌ ومهند

قد جردت عزماتُهم بصلاتهم

سيفاً يفل السيفَ وهو مجرَّد

وسطوا على الجن الطغاة فما انثنوا

حتى انثنى الشيطان وهومقيّد

بأسٌ إذا لمس الجبال أذابها

وإذا نهى الأمواه كادت تجمُد

لن يرعووا لن ينثنوا لن ينتهوا

عن ربهم والليلُ أسفعُ أسود

حتى ينالوا منه ما لو ناله

إبليسُ أضحى وهو فيه مُسْعَد

يتقلّبون على مفارش نسكهم

حرّاً ونيران البلا تتوقّد

حتى غدوا متخلصين بسبكهم

فكأنهم من بعد سبكٍ عسجد

قد قالت الأعداء قولاً صادقاً

زادوا بفضلهم فقلت وأَزيَد

فإذا رووا صدَّقتُ ما جاؤوا به

وإذا رأوا حاولت أني أَمجُد

آثرتُ أن أُدعى نزيلَ جوارهم

ويضمَّني ذاك المقام الأسعد

قالوا استقم إذ أنت غصنٌ ملتوٍ

والغصنُ من طبعٍ به يتأود

والجأ لمريم في الطِلاب فإنها

وأبيك في كل البلايا المَقصَد

لا ترج خيراً إن نزحت منكِّباً

عنها وكنت لما تراه تجحد

سادت على كل الخلائق في العلا

أهو مسُودٌ في الورى أم سيد

بنت الملوك بنسبةٍ جدّيّةٍ

لكنها أمٌّ لمَلْكٍ يُعبَد

هيهات والثقلان تحت نعالها

أين السهى منها وأين الفرقد

وطئت بأخمصها متونَ ملائكٍ

لما سمت وهمُ لديها سُجَّد

شاعت مناقبها فمن لا يهتدي

وسمت مراتبُها فمن لا يَحمد

وانهلَّ نائلُها فمن لا يَجتدي

وذكت فضائلها فمن لا يزهد

وسطت مناصلُها فمن لا يحتمي

بحمى معاقلِها ومن لا يُنجِد

من لي بأن أحظى بنائل وفرها ال

سامي وأمدح ما حييت وأَحمَد