قم بنا يا أخا المودة صبحا

قم بنا يا أخا المودة صبحا

نغتنم من هوا الصبابة نفحا

في رياضٍ لها النسيم رسولٌ

بين قومٍ ظنوا الفكاهة ربحا

وشدا البلبل الرخيم إذا ما

عل منا الفؤاد بالشجو صحا

لا تسل عن حديث شرح غرامي

وهيامي فليس يبلغ شرحا

يا طلولاً تثير نار غرامٍ

فتذيل الدموع مني رشحا

أنشديني مديح مريم علِّي

في حماها الرحيب أدرك صفحا

يا رعى اللَه وادياً بهواها

زاد قدساً وطاب ترباً وسفحا

فلنا من رياضه ورباه

نزهاتٌ بحيث نسكن صرحا

يا فؤاداً يذوب وهو رقيقٌ

كبدي من هوى الأحبة جرحَى

إنما ساعة الزيارة حظٌّ

من حبيبٍ يريك بالوعد مزحا

ما علي إذا علانيَ كدٌّ

وحبيبي يزيد بالكد كدحا

إن قلبي يزين مريم حبّاً

ويزين الغرام حبي مدحا

إن لي في هواك مريم قلباً

مستهاماً فليس يقبل نصحا

وفؤاداً يذوب فيك غراماً

وعيوناً تردد الدمع سفحا

بأبي ثم بي فتاةً طهوراً

عاد شوقي بها أصح وأصحى

خلني من حديث هندٍ ولبنى

وسليمى وزينب وتنحّا

وأعد لي حديثَ بنتِ إمامٍ

نبويٍّ تر الحديث أصحّا

هي بكرٌ وفي البكارة أم

يا إمام الهداة زدني شرحا

هي صلح السماء والأرض حقّاً

ما وجدنا من قبل مريم صلحا

وهي كلٌّ بها الخلائق جزءٌ

وهي شمسٌ تريكمُ الليل صبحا

يا سماءً يزيدها اللَه مدحاً

وتعيد الأنام مدحك سبحا

فهبيني لديك بُلبُلَ روضٍ

فلهذا استحال مدحي مدحا