وليلة إخالها بلا سحر

وليلةٍ إخالُها بلا سحرْ

وخالُها بمائه قد انفجرْ

كأنها وبرقها لما ظهرْ

بحران من نارٍ وماءٍ قد زخرْ

ضدان جاءا باتفاقٍ قد بهر

والضد يبدي فضل ضدِّه الأغر

هذا بمائه يغرِّقُ البشر

وذا بنوره يحرِّق البصر

والرعد فيها جائلاً وقد هدر

يبغي البرازَ خصمُه قد انذعر

والسحب يَهمي من أديمها المطر

والبرق يوري من زناده الشرر

فكنت فيها وأنا تحت الخطر

كعاشقٍ يشكو حبيباً قد هجر

مغرَّقاً بدمعه الذي قطر

ومُحْرَقاً بنار وجدٍ تستعر

فقلبه تطويه أمواهُ البصر

وطرفُه تُرقيه نيران الفكر

والصبح هل حيٌّ إذا الفجر انفجر

أم انقضى ميتاً غريقاً وانقبر

أم إنني كقوم نوحٍ في العبر

أم إنني كقوم لوطٍ في الدَّمَر

يا رب خلصني بمريمْ من سقر