يا صاح ما هذي الربا

يا صاح ما هذي الرُبا

فيها أماراتُ الصِبا

هل ضمَّنا فيها شذا

أرجائِها ضمنَ الصَبا

فالنور في آفاقها

يجلو الظلام مُحجَّبا

فكأنه وكأنني

أعمى يُريني الأصوبا

وتَخالني وتَخالُه

رِبحاً وكنتُ الأشعبا

ما زلت أرتع في فنا

ء ضيائه مترقِّبا

حتى ألمَّ به الحيا

وأبان عمّا قد أبى

وأجاب أني عن ذرى ال

عذراء كنت مؤوِّبا

شمسُ الهدى بحرُ الندى

ريُّ الصدى فخرُ النبا

طورُ الهنا بُرءُ العنا

كَنزُ الغنى بابُ الحِبا

بنت الشريف ابن الشري

ف ابن الشريفِ اُمّاً أبا

تختال بين ملائكٍ

كالشمس تعلو الكوكبا

فخرَ الأنام لكِ الهنا

ويصير شانيكِ هَبا

أفديكِ يا كنز الرجا

إني بلغتُ المأربا

سلَّمتُ نفسي في يدي

كِ وحزتُ في ذا المكسبا

ودُعيتُ من خدّامها

فعساها ترضى المذنبا

من أين لي أن أدَّعي

في مدحها مترتِّبا

تاللَهِ إني في علا ال

عيّوق يعلو العقربا

والشمسُ تحت منازلي

والبدر أوشك يُحجبا

إن كنتِ يا فخرَ الورى

ترضين عبداً قد حَبا

بالمدح عرشَ سنائك ال

عالي المنيعَ الأعجبا

يا مريمُ البكرُ التي

أضواؤها لن تَغربا

إني بذيلك آخذٌ

مستعصماً مستقربا

مُنِّي علي بلفتةٍ

كيلا ألامَ فَأُذنبا

إني أبثُّك دعوةً

كانت لحتفي أقربا

نحوي العواذل سدَّدوا

سهماً فأخطُوا المأربا

وتجمَّعوا من كل أو

بٍ شاسعٍ قد أدأبا

راشوا لقدحي أسهماً

ولكل مرءٍ ما خبا

فمددتُ نحوهمهمُ يدي

فكأنها أيدي سبا

وتفرّقوا عن ساحتي

ولسانُهم عني نبا

وجوادُ عزمي فيهم

جارٍ وأدهمُهم كبا

فأجبتهم متمثلاً

قد يبلغُ السيلُ الرُّبا

لكمُ الأمان فقوِّموا

نحو البتولِ المذهبا

وأكون بين جموعكم

مستصرخاً مستصوبا

فتوسلوا بوليدها

أعني يسوع المجتبى

سعداً لطالب رفده

والويل من عنه أبى

تاللَه إني مُقصِّرٌ

في مدحه مذ أَغربا

لو شامها الكنديُّ عَضْ

بُ لسانِه عنها نبا

فلذاك أضحت في الورى

فرداً وكانت أعجبا