الحب الدمشقي الجديد

معك، أكتشف أن الربيع لا يجيء

إلا إكراماً لسنونو واحد…

وقبلك كنت أتوهم أن السنونو لا يصنع الربيع…

معك تأملت الرماد يعود جمراً، ومياه برك المطر الموحلة في

الشوارع ترجع سحاباً،

والأنهار الموسخة قرب مصباتها تعود نقية إلى ينابيعها،

وقطرة العطر تغادر زجاجتها الكريستالية إلى وردتها الوطن /

الأم.

والزهور الذابلة في صالونات الآنية الفضية تعود براعم صغيرة

إلى حقولها،

وطيور البوم اللطيفة تتعلّم التغريد الشجي كعصافير

الحب…

معك تأملت رمل الزمن الأزرق في ساعتي الرملية

وهو يسقط من الأسفل إلى الأعلى،

وعقارب الساعة تركض إلى الوراء،

معك اكتشفت كيف يغادر القلب الحديقة الزجاجية للنباتات

السجينة ليعود غابة،

ومعك أدركت الحقيقة غير الجذّابة: ما الحب إلا للحبيب

الأخير…

تراني أحبك؟