عزف غير منفرد على عود الشوق

عزف ( غير منفرد ) على عود الشوق

ذلك الألم الدقيق

الذي لا اسم له ولا تبرير ،

يخترقني حتى العظم

بلحظاته العابرة الكاوية …

***

حين أودّعك

بعد اللقاء العذب ،

يظل جزء مني لا يصدق

انك بعيد …

وحينما تصفعني

إطباقة الباب خلفك

مع رحيلك المسائي ،

أشعر بأنني أرحل داخل بئر …

وحينما أسمع لحناً

أحببناه معاً ،

يجتاحني حزن لا حدود له …

أصير شرياناً ينزف

في غابة الشوق المظلمة ..

ورغم ان اللقاء آتٍ

لكنني عبثاً أرشو الفراق

بأمل اللقاء ..

***

ما أسهل الحديث عن الفراق

حين تكون ثعالب الزمن الماكر نائمة

وحين يكون رأسي فوق صدرك …

وما أصعب السكوت عن الفراق ،

حين تنتصب بيني وبينك

قارة من التعب …

***

حين نكون معاً ،

أغلق النوافذ وأسدل الستائر ،

وأقفل الباب بالمفتاح مرتين …

لأمنع الفراق

الواقف خلف الباب

من الدخول ،

ولأمنع الأرواح الشريرة ، والحسد ،

ولكن ، ماذا تجدي أقفال العالم

وأسواره وتعاويذه وحجاباته ،

أمام سكين الوداع

التي يشهرها كل منا

مهدداً بها جسد طفلنا

: الحب ؟

***

حين أراك

يتنفس الحب الصعداء …

وحين تغيب

يولي الفرح الأدبار !..

***

حين افترقنا

صرت متسولة

على رصيف النسيان …

وحين التقينا

عدت متسولة

على رصيف الانتظار …

***

وفراقك يعذبني !

فحبك وعائي ،

وبدونك أنا قطرات زئبق

شاردة على سطح الليل المحايد …

ولقاؤك يعذبني !..

وتحت سطوة الحب الصاعق

أتقزم ، ، وأتفتت ، وأتلاشى …

أ ت ل ا ش ى

وحضورك المغناطيسي الجبار

يدمر بوصلتي

ويستلب من دماغي الاتجاهات

***

أيها النقي

كالثلج الذي لما يهطل بعد ،

يا نقاء ثلج العام المقبل ،

أحبك

بكل اللهفة الممكنة

و كل الغصات الممكنة