المتنبي

وقبل الدخول على القصر

نَقَّحَ حارسُ كافور أبياتهم قائلاً:

نحن لا نقبلُ الشعرَ مفتعلاً أو مُعادا

كثّفوا أيّها الشعراءُ قصائدَكم

في مديح أبي المسك

لا تسرفوا،

واكتفوا بالمطالع عند القراءة..

أمضَوْا ثلاثةَ أيّام في القصر

ما شربوا فيه خمراً

ولا طعموا فيه زادا

أشرفَ الحاجبُ الأعجميُّ عليهم

وأدخلهم للمديح فرادى

قال أوّلهم يترجرجُ:

يا سيّدي

أغرقَ النيلُ محصولَنا وتمادى

قال أوسطُهم يتبهرجُ:

في مدح من علَّم النيلَ كيف يصيرُ جوادا

قال ثالثُهم يتلجلجُ:

ما أبخل النيل أنت السخيُّ يداً

والطويلُ نجادا

ومن شرفةِ القصر

لاحَ لهم في الضحى النيلُ

بين عرائسه يتهادى

ويعرفُ أنَّ قصائدَهم

لن تزيد “أبا المسك”

إلا سوادا