حارس الشغب

أكتبُ يا قديسّةْ

لأقنعَ الناسَ بأن لا فرقَ

بين صوتكِ العذب

وجرس الكنيسةْ

أكتبُ حتى أحرسَ الشغبْ

والورد في عينيكِ

حتى أقنعَ الندامى

أنّ النبيذَ مرَّ بالعيون السود

قبل أن يمرَّ بالعنبْ

أكتبُ عن عينيكِ فالكتابةْ

حين تكونُ عنهما تصيرُ غابةْ

تأوي العصافيرُ إلى أشجارِها

ويستريحُ في ظلالها الغجرْ

أكتبُ يا ربابتي للناس عن علاقة الشاعر بالربابةْ

ليعرفوا أن الذي بينهما أكثر من طربْ

بينهما يتمٌ وألفةٌ وحبْ

بينهما شجرْ

**

الشعرُ ليس قولَنا الموزون

وليس قولنا المقفّى

لكنه الوجوم حين ينتهي عالمنا في مصعد البنايَةْ

في لحظةٍ نذوبُ فيها رقّةً وخوفا

والشعرُ ليس صورةً نعصرها من الكلام

أو عبارةً بهيّةْ

لكنّه تلبُّكُ العيونِ بعد قُبلةٍ عفويّةْ

وطائرٌ ما جرّبَ التحليقَ إلا في سماءِ الحبِّ والحريّةْ