ما بال إربد

ما قلتُ حين وقفتُ تحت السروِ للعينين: كفّا

فاضَ الحنينُ وخضَّبَ الأجفانَ لما الدمعُ جَفّا

ما بالُ “إربدَ” لا تجاوبُ رغم طولِ البعدِ إلِفا

وكأنّهُ لم يشدُ في ساحاتِها أو يَحْدُ خشفا

كم هزَّهُ طرفٌ وكحلٌ من شفيفِ الشعرِ طرفا

كم قال حين رأى الثنايا النيّراتِ: “أموتُ رشفا”

** **

أين الظباءُ جفلنَ ترغيباً ولم يجفلنَ خوفا

المترفاتُ الذائباتُ هوىً.. وَنمنمةً.. ولُطْفا

هنَّ الدوالي عتّقتْ قمصانها خمري المُصفّى

غيري الذي شرب الطلى ممزوجةً وشربتُ صرفا

** **

قالوا ترفَّقْ ما وقوفك باكياً رسماً تعفَّى

أوَ ما كفاك وقد طويت العمرَ تشبيباً ووصفا

طار الغراب وذا المشيبُ اليومَ يزحفُ فيك زحفا

أي والذي اصطفَّ الملائكُ عنده صفّاً فصفّا

ما زادني إلا انقياداً للهوى شيبي وضعفا

** **

قالوا فرقَّ القلبُ من ذكري الحمى وهفى وشفّا

والصبّ مفضوحٌ إذا ذُكِرَ الحبيب وإن تخفّى

وأنا المغني والمغني ذابَ إنشاداً وعزفا

كم دقَّ باب الحبّ ليلاً يخطف اللذّاتِ خطفا

قد حُمِّلَ العشّاق من همّ الهوى ما حُمّلوا فحملتُ ضعفا

** **