نشيد الشنفرى

يبيتُ على الطوى ذئباً ويعوي

أبيّاً في منافيها طليقا

إذا ما اصطاد يبحثُ عن رفيقٍ

ويحزنُ حين لا يجدُ الرفيقا

يفتّشُ في الطريق على فقيرٍ

فإن لم يلقَ… أطعَمَها الطريقا!

ولخّصَ عمرَهُ شعراً وفقراً

وزادهما الجنونُ له بريقا

ويعرفُ أنها الدنيا جحودٌ

متى عرف الفقيرُ بها صديقا؟!

توحّد والصحاري حيث صارت

شقوق الرمل في دمه شقوقا

ويشربُ ماؤها كدراً بعزٍّ

على ظمأٍ ويحسبه الرحيقا

تأبّى أن يطالبها حقوقاً

وآثرَ أن يغاصبَها الحقوقا

إذا ما طاردت خيلٌ بأرضٍ

يكون حصانُهُ فيها السبوقا

إذا غنّى عن الأمطار يوماً

شممنا من مطالعه البروقا

وإن غنّى سلافته انتشينا

وحبَّبها إلينا كي نذوقا

ولا يُغضي قرير القلب إلا

إذا كان الترابُ له لصيقا

تمرّدَ كي تمدَّ له الأغاني

أقاصيها فروعاً أو عروقا

هم الشعراء أصفاهم غناءً

على الأيام أوعرهم طريقا

وهم كالنخل أعلاهم غصوناً

من الأوجاع أحلاهم عذوقا

ترى لو عاد ثانيةَ… أيلقى

إذا ما عاد في الدنيا فروقا

قبائلُ ما تزالُ على عماها

وما زال الرقيقُ بها الرقيقا

وظل يصيحُ بالدنيا أفيقي

وظل يهزّها حتى تفيقا

تبسّم وهو يذوي مطمئنّاً

وأشعلَ في ضمائرنا الحريقا