أثنت عليك بأسرها الدول

أثنتْ عليك بأسرها الدولُ

وتشوقتكَ الأعصرُ الأولُ

وأعدتَ للأيَّام جدّتها

فاليوم عمر الدهر مقتبلُ

وأرى الممالك يا ابن بجدتها

لكَ شكرُها كنداك متَّصلُ

أوسعتها وفضلتها كرماً

عنه يضيقُ السهلُ والجبلُ

وسبرتَ غورَ زمانها فغدا

لا جرحَ إلاَّ وهو مندملُ

ما في الحياةِ لخالعٍ أملٌ

أنتَ الحمامُ وسيفك الأجلُ

مَن ذا يردُّ لعزمتيكَ شباً

وشباكَ يقطع قبلَ ما يصلُ

إن تنتعلْ قممَ الملوك فقد

توّجتهم بالفخر لو عقلوا

وطأتْ لك الدنيا بأخمصها

هممٌ بساطُ نعالها القلل

ولئن أقمتَ بحيث أنت وقد

أمنت بك الأقطار والسبلُ

فالأرض حيث تجوسها بلدٌ

والناس حيث تسوسها رجلُ

وإذا الصواهلُ أرعدتْ وعلى

برقِ الصوارم أمطرَ الأسلُ

وعلتْ رياحُ الموتِ خافقةً

بأجشّ قسطله لها زجلُ

خضتَ السيوفَ وكلُّها لججٌ

تحتَ الرماح وكلُّها ظللُ

وجنيتَ عزّ الملك محتكماً

من حيث تنبت في الكلى الذبلُ

ولديكَ آراءٌ مثقفةٌ

ما مسَّها كمثقفٍ خطلُ

فإذا طعنتَ بها العدى وصلتْ

منهم لحيث السمرُ لا تصلُ

وعزائمٌ كالشهب ثاقبةٌ

في كلِّ ناحيةٍ لها شعلُ

قلْ للقبائل لا نعدُّكم

جمعَ القبائل كلّها رجل

أسدٌ قلوبُ عداه من فرقٍ

ذهلٌ ونابلُ فكره ثعلُ

فاطرحْ أحاديثَ الكرام له

فيه لكلٍّ منهم مثلُ

واتركْ تفاصيلَ الملوك فقد

أغنتكَ عنها هذه الجمل

يا ابن الوزارة أنت أوحدُها

لا راعها بفراقك الثكلُ

ومَن ادَّعى للعين ليسَ سوى

إنسانها ابنٌ تشهدُ المقلُ

فأقمْ وبدرُك كاملٌ أبداً

والبدر منتقصٌ ومكتملُ

في دولةٍ صلحتْ وزارتها

لكَ فهي تحسدُها بك الدولُ