أرأيت كيف بدا يشير

أرأيت كيفَ بدا يشيرُ

بلحاظه الرشأُ الغَريرُ

خطّ ابن مُقلته الهوى

وارتاحَ يقرأهُ الضميرُ

في طُرس خدٍّ من خيال

الهدبِ لاحَ به سطورُ

فصحيفةُ البشرى محيَّاه

ورونقه البشيرُ

حيَّا بيوم كادَ يقطر

من غضارته السرورُ

وأدارَ لامعةً تشفُّ

كخدّه بأبي المديرُ

أَهلاً وقد حدرَ اللثا

مَ كأنَّه القمرُ المنيرُ

رشأٌ إذا كسرَ الجفونَ

فقلبُ عاشِقه الكسيرُ

والجفنُ أصرع ما يكون

غداةَ يصرعهُ الفتورُ

خصر اللمى تحيي وتق

تل في تكسّرها الخصورُ

يا جاهلاً نبأَ اللحاظ

وذاكَ يعقله البصيرُ

أفلا سقطتَ على الخبير

بوحيها فأنا الخبيرُ

إنَّ الوجوهَ لكالزجاجة

تستبينُ بها الأُمورُ

وتشفُّ عمَّا خلفها

فله بها أبداً ظهورُ

وإذا القلوبُ تراسلت

فمن اللحاظ لها سفيرُ

بشراك زرتك يقظة

فالطيف طارقه غُرورُ

فدعوت لي فيه الهنا

ولغيري الجدّ العثورُ

أحبب إليك بهالةٍ

فيها تنادمتِ البدورُ

هي جنَّة لكن سقاةُ

رحيقها المختوم حورُ

بين الخدور ولا أُصرّحُ

باسم من حوت الخدورُ

بيضاء مطعمةُ الهوى

شهدت بعفَّتها الستورُ

كلفي بصائدة القلوب

ومن حبائلها الشعورُ

ما بين قرطيها إلى الخل

خال روض صباً نظيرُ

والوجنتانِ شقيقةٌ

ماء الشباب لها غديرُ

كيف الوصول لخدرها

ووراء كِلّتها الغيورُ

لامَ العذولُ بها وقالَ

من الصبابة لا عذيرُ

لا تخدعنَّك غريرةٌ

هي أمّها الدنيا الغرورُ

والعشقُ لا يملك فؤاد

ك فهو سلطانٌ يجورُ

كم مغرمٍ حكمت بمهجته

الترائبُ والنحورُ

ثم انثنت ولها حُشا

شة صدره وله الزفيرُ

قسماً بأيدي الرامياتِ

إلى مِنًى عنقاً تسيرُ

قلَّ الكرامُ وإنَّما

بكم قليلهم كثيرُ

ولكِّ عصرٍ أوَّل

منهم لأوَّلكم أخيرُ

نفر إلى غير المساعي

العزّ ليس لكم نفيرُ

للمجد كلّكم بدور

فلك السعود بها يدورُ

وعلى ارتشاف طلى الهنا

أبداً نديمكم السرورُ

أصبا القريض قفي فقد

بلغَ المقامَ بك المسيرُ

حُطِّي اللثامَ فهاهنا

روضُ المباكر والغدير

ومن القوافي فتِّحي

زهراً به تبهى العصورُ

يبقى كما اشتهت العُلى

غضًّا تهاداه الدهورُ

سبحان من بالمصطفى

أسرى فطابَ له المسيرُ

حملته همَّته وتلك

هي البُراق به تطيرُ

للحجّ سارَ ومن رأى

ركناً إلى رمن يسيرُ

فالأرضُ تشهد كلّها

لك إنَّك النوء الغزيرُ

حيّت أغرّ كأن طلع

ةَ وجهه قمرٌ منيرُ

لا النَسرُ طارَ لها ولا

عبرت بها الشعرى العبورُ

قِرّي شقاشق غيرها

فبذا النديّ لها الهديرُ