أمية غوري في الخمول وأنجدي

أُميَّة غوري في الخمول وأنجدي

فما لكِ في العلياء فوزةُ مَشهدِ

هُبوطاً إلى أحسابكم وانخفاضِها

فلا نسبٌ زاكٍ ولا طيبُ مَولدَ

تطاولتموا لا عن عُلاً فتراجعوا

إلى حيثُ أنتم واقعدوا شرَّ مقعد

قديمكم ما قد علمتم ومثلهُ

حديثكم في خزيه المتجدّد

فماذا الذي أحسابكم شَرُفت به

فأصعدكم في الملك أشرف مَصعد

صلابةُ أعلاكِ الذي بللُ الحيا

بِهِ جَفَّ أم في لينِ أسفَلِكِ الندي

بني عبد شمسٍ لا سقى الله جُفرةً

تضمّكِ والفحشاءَ في شرّ مَلحدِ

ألمَّا تكوني من فجوركِ دائماً

بِمشغلةٍ عن غصب أبناء أحمد

وَراءكِ عنها لا أباً لك إنَّما

تقدَّمتِها لا عن تقدّمِ سُؤدد

عجبتُ لمن في ذلَّة النعل رأسُه

به يَتراءى عاقداً تاجَ سيّد

دعوا هاشماً والفخر يعقد تاجَهُ

على الجبهات المستنيرات في الندي

ودونكموا والعار ضُمُّوا غِشاءهُ

إليكم إلى وجه من العار أسود

يُرَشّحُ لكن لا لشيء سوى الخنا

وليدكم فيما يروحُ ويغتدي

وتترفُ لكن للبغاء نساؤكم

فيدنس منها في الدجى كلّ مرقد

ويَسقي بماءٍ حرثكم غيرُ واحدٍ

فكيف لكم تُرجى طهارةُ مولد

ذهبتم بها شنعاءَ تبقى وصومها

لأحسابكم خزياً لدى كلّ مشهد

فسل عبد شمس هل يرى جرمَ هاشم

إليه سوى ما كان أسداه من يد

وقل لأبي سفيان ما أنت ناقم

أأمنكَ يوم الفتح ذنبُ محمد

فكيف جَزيتم أحمداً عن صنيعه

بسفكِ دم الأطهار من آل أحمدِ

غداةَ ثنايا الغدر منها إليهم

تطالعتموا من أشمِّ ثر أنكد

بعثتم عليهم كلَّ سوداءَ تحتها

دفعتم إليهم كلّ فقماء مُؤيّد

ولا مثلَ يوم الطف لوعةُ واجد

وحرقةُ حرّانِ وحسرة مُكمد

تباريحُ أعطينَ القلوب وجيبَها

وقلنَ لها قومي من الوجد واقعدي

غداةَ ابنُ بنتِ الوحي خرَّ لوجهه

صريعاً على حرِّ الثرى المتوقّد

درت آل حرب أنَّها يوم قتله

أراقت دمَ الإِسلام في سيف مُلحد

لعمري لئن لم يَقضِ فوق وِساده

فموتُ أخي الهيجاء غير موسّد

وإن أكلت هنديَّةُ البيض شلوَه

فلحمُ كريم القومِ طعم المهنّد

وإن لم يشاهِد قتله غيرُ سيفه

فذاك أخوه الصدق في كلّ مشهد

لقد مات لكن ميتةً هاشميَّةً

لهم عُرفت تحت القنا المتقصّد

كريمٌ أبى شمَّ الدنيَّة أنفُه

فأشمَمه شوك الوشيج المُسدّد

وقال قفي يا نفسُ وقفةَ واردٍ

حياضَ الردى لا وقفة المتردّدِ

أرى أنَّ ظهرَ الذلّ أخشنُ مركباً

من الموت حيثُ الموت منه بمرصدِ

فآثر أن يسعى على جمرة الوغى

بِرِجلٍ ولا يُعطي المقادة عن يد

قضى ابنُ عليّ والحفاظ كلاهما

فلست ترى ما عشتَ نهضةَ سيّد

ولا هاشميًّا هاشماً أنفَ واترٍ

لدى يوم رَوع بالحسام المُهنّد

لقد وضعت أوزارها حربُ هاشم

وقالت قيامَ القائم الطهرِ موعدي

إمام الهُدى سمعاً وأنت بمسمع

عتابَ مُثيرٍ لا عتاب مُفنّد

فداؤكَ نفسي ليس للصبر موضعٌ

فتُغضي ولا من مسكةٍ للتجلُّد

أتنسى وهل يَنسى فعال أُميَّةٍ

أخو ناظرٍ من فعلها جدُّ أرمد

وتقعد عن حرب وأيُّ حشًا لكم

عليهم بنارِ الغيظ لم تتوقّد

فقم وعليهم جرّد السيفَ وانتصف

لِنفسك بالعضب الجُراز المجرّد

وقم أرهم شُهبَ الأسنَّة طُلّعاً

بغاشيةٍ من ليلِ هيجاء أربد

فكم ولجوا منكم مَغارةَ أرقمٍ

وكم لكم داسوا عرينة مُلبد

وكم هتكوا منكم خباءً لحرّةٍ

عِناداً ودقّوا منكم عنقَ أصيد

فلا نَصفَ حتَّى تنضحوا من سيوفكم

على كلّ مرعًى من دماهم ومورد

ولا نَصفَ حتَّى توطؤا الخيل هامهم

كما أوطؤها منكم خيرَ سيّد

ولا نَصفَ إلاَّ أن تُقيموا نساءهم

سبايا لكم في محشدٍ بعد محشد

وأُخرى إذا لم تفعلوها فلم تزل

حزازاتُ قلب الموجع المتوجّد

تبيدونهم عطشى كما قتلوكم

ضماءَ قلوب حرُّها لم يُبرّد