أنى يخالط نفسك الأنس

أنى يخالطُ نفسك الأُنسُ

سفهاً ودهرُك سعدُه نحسُ

ومِن الحوادث ليس يمتنعُ ال

ثقلانِ لا جنٌّ ولا إنسُ

بل كلّ ربع فيه ناعيةٌ

وبكلّ فج مربعٌ درسُ

وفجايع الأَيَّامِ طائفةٌ

شرقاً وغرباً شأنُها الخَلسُ

وأجلّها يومُ الطفوف فلا

وهم تَصوَّره ولا حدسُ

يومٌ أبو السجاد ألقَحها

شعواءَ تزهقُ دونها النفسُ

واسودَّ مشرقُها ومغربها

بالنقع حتَّى ماتت الشمسُ

لمَّا طليقةُ جدّه وردت

لِقتاله يقتادها رجسُ

يلقى الرّماح بصدره وكأنَّ

يوم الكريهة صدرُه تُرسُ

فالشوس تأنس بالفرار كما

بالموت منهُ تأنسُ النفسُ

ويرومُ كلٌّ سبقَ صاحبِه

هرباً فيسبق جسمه الرأسُ

للمرهفات نفوسُهم وجسومُهم

للوحش لم يُشفق لها رَمسُ