إذا لم أعود منك غير التفضل

إذا لم أُعوَّد منك غير التفضُّل

فهل كيف لا أرجوك في كلِّ معضل

وإيَّاك في عَتبي أطيلُ جراءةً

لأَنَّك في كلِّ الأُمورِ مُؤمَّلي

وأنك بعد اللهِ لا المرتجى الذي

عليه اتّكالي بل عليه مُعوَّلي

وما أحدٌ إلاَّ ويُقبَرُ ميتاً

وها أنا ذا حيٌّ قُبرت بمنزلي

على أنَّ هذا الدهر طبق سيفهُ

الجوارحَ مني مِفصلاً بعد مفصل

وحمَّلني أعباءه فكأَنَّني

على كاهلي منها أنوءُ بأَجبُل

ومذ سدَّ أبوابَ الرجا دون مقصدي

قرعتُ بعتبي منك بابَ التفضُّل

أأصدرُ ظمآناً وقد جئتُ مُورِداً

رجائيَ مِن جدواك أعذبُ منهلِ

وتُسلمني للدهر بعد تيقُّني

بأنَّك مهما راعني الدهرُ مَعقلي

فهب سوء فعلي من صِلاتك مانعي

فحسنُ رجائي نحو جُودِك موصلي