إيماض برق أم ثغور

إيماضُ برقٍ أَم ثغورِ

في ضمنها نُطَفُ الخمورِ

حلبُ الغمامِ رضابُها

وحديثُها حلبُ العصيرِ

لما نشرن لنا حديثَ

الوصلِ كالروض النضيرِ

ساقطن عن بَرَدٍ تنظّم

رائقَ الدرّ النثيرِ

سقياً لليلة لهونا

في ذلك الرشأِ الغريرِ

والكأسُ دائرةٌ عليَّ

تعينها عينُ المديرِ

فمفاصلي وجفونه ال

وسنا سواءٌ في الفتورِ

نشوات سكرٍ أمكنتني

من محالات الأُمورِ

لو يعتفيني عندها

ربُّ الشويهة والبعيرِ

لَوَهبتُ من طربي له

رب الخورنق والسديرِ

الآن دع يا سعد قا

صرةَ الغواني للقصورِ

وانهض لبشرى طبَّق

الدنيا بها صوتُ البشيرِ

بشفاء من عبرت معا

ليه على الشعرى العبورِ

كم عين داعٍ إذ شكى

شخصت إلى الملك القديرِ

واستوهبته شفاءَ بدر

المجد وهاب البدورِ

فأجاب دعوتَها وقال

رجعتِ في جفنٍ قريرِ

فبه لك البشرى وفي

أعداه راعية الثبورِ

أقسمت ما لكفاية الأ

حرار فادحة الأُمورِ

إلاَّ محمّد صالحٌ

ولنعم جارُ المستجيرِ

مولًى غدت بشفائه الأ

يامُ باسمةَ الثغورِ

عَبِقٌ بعطفيه عبيرُ ال

مجدِ لا عَبَقُ العبيرِ

نظر الزمانُ بأعين

أبداً إلى علياه صورِ

عدد النجوم جفانُه

والراسيات من القدورِ

تقف المكارمُ عنده

وتسير حيث يقول سيري

فإذا نظرت إلى الزمان

بعين منتقدٍ بصيرِ

لم تلقه إلاَّ صحيفة

مأثراتِ بني الدهورِ

وسوى مآثره الجميلة

ليس فيها من سطورِ

تغنيه أوَّل نظرةٍ

في الرأي عن نظر المشيرِ

ويرى بعين وروده

في الأمر عاقبةَ الصدورِ

تغدو حلوبةُ جودِهِ

العافينَ بالدَّرِّ الغزيرِ

يتشطَّرون ضروعَها

لا بالتلوّث ولا الشطورِ

زرعوا رجاءهم بجا

نب جودِه العذب النميرِ

فنما ورفَّ عليه مثلُ

النبت رفَّ على الغديرِ

لولا نظارة ولده

لحلفت عزَّ عن النظيرِ

إذ مِن بهاه بهاؤهم

وكذا الشعاع من المنيرِ

أوما ترى للبدر ما

للشمس من شرفٍ ونورِ

خير الكرام وفيهم

ما شئتَ من كرمٍ وخيرِ

تروي قديمَ المجد

تسنده صغيراً عن كبيرِ

يا مَعشراً لولاهم

أضحى السماحُ بلا عشيرِ

قرَّت عيونكم بصحَّة

صفوة الشرف الخطيرِ

وهناكم المنشور من

هذا السرور إلى النشورِ