باتت تعاطيني حمياها

باتت تُعاطيني حُميَّاها

بيضاءُ كالبدر مُحيَّاها

جاءَت من الفردوسِ تهدي لنا

نفحةَ كافورٍ بمسراها

لو لم تكن من حُورِها لم يكن

رحيقُها بين ثناياها

ذاتُ قوامٍ حبَّذا بانةً

منه نسيمُ الدلِّ ثناها

ووجنةٌ تُغنيك في شمِّها

عن شمِّك الوردَ بريَّاها

بتُّ كما شئتُ بها ناعماً

مُعانقاً مُرتشفاً فاها

في روضةٍ تَروي صَباها الشذا

عن حَسنٍ لا عن خُزاماها

مَن لم يدع للفخرِ من غايةٍ

إلاَّ وقد أحرزَ أقصاها

لم تجر أهلُ السبق في شأوهِ

إلاَّ غدا العجزُ قُصاراها

ذو راحةٍ أغزرُ من ديمةٍ

تجلُها كفُّ نعاماها

تُنميهِ من حيِّ العُلى أسرةٌ

أحلى من الشهدِ سجاياها

هم أنجمُ الأرضِ بأنوارِهم

أضاءَ أقصاها وأدناها