طرح الدهر في حمى المجد رحله

طرحَ الدهرُ في حمى المجد رحله

عند مولًى يميرُه اليوم كلَّه

ولدته العُلى وآلت بأن لا

تلدَ الدهرُ في بني الدهر مثله

سيفُ عزٍّ لقد تقلَّده المجدُ

وبالجودِ أحسنَ الفخر صقله

ملكٌ تطلِعُ العُلى منه بدراً

في عيونِ الحواسدِ اشتبَّ شعله

أفرشته الخدود منهم ولكن

حسدت فوقها الكواكبُ نعله

لم يعب من خصاله الغرِّ شيءٌ

غير بشرٍ ينسى به الضيف أهله

خفر الناسُ ذمَّة الجود لكن

حسنُ الفعل قد رعى اليوم ألّه

وحَّد المدح منه للفضل ربًّا

والثنا في سواه يحمد عجله

درجت في العُلى أماجدُها الغ

رُّ وكانوا شيخ العلاء وكهله

ثمَّ أبقتْ محمداً حسن الفعل

على فخرها بها مستدلّه

ولعمري لا يكمل الفخرُ حتَّى

يصف الفرع طيباً لك أصله

في لسانِ الثناءِ رحلة ندبٍ

كلُّ يومٍ له إلى الفخرِ رحله

وصفَ البيد كيف أنضى المطايا

فطوى رحبها لينشر فضله

يا مباري الصبا بصُغرى بنانٍ

بالعطايا سماءها مستهلّه

عجباً يبتغي عُلاك ابنُ نقصٍ

ما حوى من خصالك الغرِّ خصله

رفعت قدركَ المعالي عليه

فلها أنتَ عمدةٌ وهو فصله

وقوافٍ منظومةٍ لقبوها

رحلةً حطَّ عندها الشعر رَحله

منكَ ألفاظها مجاجة مسكٍ

مُزجت حلوةً بشهدة نحله

كم جلتْ لامرئٍ عقيلة معنًى

أمهرتها يدُ التعجُّب عَقله

ليت من مقلتي بدت بسوادٍ

في بياضٍ لكن بخطِّ ابن مقله

كلماتٌ في وصف حجّكَ جاءت

كعطاياك في المكارم جزله

قد روته لنا فناديت أرِّخ

حيّ حجًّا يتلو مساعٍ برحله