طرقت فالأنام منها سكارى

طرقت فالأنامُ منها سكارى

تملأُ الكونَ دهشةً وانذعارا

بكرُ خطبٍ لا ينشدُ الصبرُ فيها

قد أتانا بها الزمانُ ابتكارا

في حديثِ الأحقاب لم يأتِ فيها

وقديماً لمثلها ما أشارا

بردت سائرُ القلوب ردًى من

ها وعادت من الغليلِ سكارى

ولها كانت المدامع لولا

حرُّ أنفاسنا تكون بحارا

وقليلٌ بها وإن ليس يجدي

ترسل العينُ دمعَها مدرارا

نكبةٌ تملأ الوجودَ مصاباً

يملأ الأرضَ والسما استعبارا

يا نفوسَ الَّلاجين طيري شعاعاً

أدرك الدهرُ عندك الأوتارا

وابردي يا حشاشة الشرك أمناً

ماتَ من كانَ بين جنبيك نارا

فبمن يغتدي الهوى مستجيراً

فقدتْ كعبةُ الهُدى المستجارا

وله أصبحَ الحطيمُ حطيماً

يتوارى في الترب حيت توارى

ودجا الأُفق في دجى غيهب الحز

نِ وهبَّت ريحُ الصبا إعصارا

سوِّمي يا خطوبُ خيلك فينا

تغنمي أين ما قصدت المغارا

وارتعي في حمى الورى فالمنايا

أنشبت في هزبرها الأظفارا

مَن حماها عن أن تُراعَ وقسراً

ردَّ أيدي الأيام عنها قصارا

هممٌ حيثُ لا يُرى البدرُ سيراً

مصعداتٌ لا تعرف الانحدارا

كيف تخلو له من الحزن دارٌ

والندى منه لم يفت ديّارا

ملكَ الناسَ بالسماحِ عبيداً

فغدوا بعد فقده أحرارا

يا بغاة الإِسلام لا تتناجوا

بانتقاص الدين الحنيف سرارا

لا تخالوا محمداً لم يخلِّف

للورى ناهياً ولا أمَّارا

فالإِمامُ المهديُّ قد قام فيهم

علماً يرشد الورى ومنارا

ما بنى اللهُ من سماء علومٍ

وهو بدرٌ في أُفقها قد أنارا

لازم الحقَّ في هداه فأضحى

معه الحقُّ حيثما دارَ دارا

منه ملءُ الأبراد عدلٌ وتوحي

دٌ وفخرٌ من هاشمٍ لا يجارى

والحُبا في النديِّ تضمن منه

ركنَ رضوى حلماً وأرسى وقارا

فترى الناس هيبةً منه خرساً

يتناجون في الحديثِ سرارا

يا أجلَّ الورى علاءً وقدراً

وأعزّ الأنام نفساً وجارا

عقد العيُّ منطقي أن أُعزِّيك

ومنك العزا غدا مستعارا

وقبيحٌ منِّي إذا قلتُ صبراً

للذي علَّم الورى الاصطبارا