قد عهدنا الربوع وهي ربيع

قد عهِدنا الربوعَ وهي ربيعُ

أينَ لا أينَ أُنسها المجموعُ

درج الحيُّ أم تتبّع عنها

نِجع الغيث أم بدهياءَ ريعوا

لا تقل شملها النوى صدعته

إنَّما شمل صبري المصدوعُ

كيف أعدت بلسعة الهمّ قلبي

يا ثراها وفيك يُرقى اللسيعُ

سبق الدمعُ حين قلت سقتها

فتركتُ السما وقلت الدموعُ

فكأَني في صحنها وهو قعبٌ

أَحلِب المُزن والجفون ضُروعُ

بتّ ليلَ التمام أَنشد فيها

هَل لِماضٍ من الزمان رجوعُ

وادَّعت حولي السجا ذاتُ طوقٍ

مات منها على النياح الهجوعُ

وصفت لي بجمرتي مُقلتيها

ما عليه انحنين منّي الضلوعُ

شاطرتني بزعمها الداءَ حُزناً

حين أنَّت وقلبي الموجوعُ

يا طروبَ العشيَّ خلفك عنّي

ما حنيني صَبابةٌ وولوعُ

لم يَرُعني نوى الخليط ولكن

من جوى الطفّ راعني ما يروعُ

قد عذلت الجزوعَ وهو صبور

وعذرت الصبورَ وهو جزوعُ

عجباً للعيون لم تغد بيضاً

لمصابٍ تحمرّ فيه الدموعُ

وأساً شابت الليالي عليه

وهو للحشر في القلوب رضيعُ

أيّ يوم رعباً به رجف الدهر

إلى أن منه اصطفقن الضلوعُ

أيُّ يوم بشفرة البغي فيه

عاد أنفُ الإِسلام وهو جديعُ

يوم أرسى ثقلُ النبي على الحتف

وخفَّت بالراسيات صُدوعُ

يوم صكَّت بالطفّ هاشمُ وجهَ

الموت فالموت من لقاها مروعُ

بسيوفٍ في الحرب صلَّت فللشو

س سجود من حَولِها وركوعُ

وقفت موقفاً تضيَّفت الطير

قِراه فحوَّمٌ ووقوعُ

موقف لا البصير فيه بصير

لاندهاشٍ ولا السميع سميعُ

جلَّل الأُفق منه عارضُ نقعٍ

من سنا البيض فيه برق لموعُ

فَلشمس النهارِ فيه مَغيبٌ

ولشمس الحديد فيه طلوعُ

أينما طارت النفوس شعاعاً

فلطير الردى عليها وقوعُ

قد تواصت بالصبر فيه رجالٌ

في حشى الموت من لِقاها صُدوعُ

سكنت منهم النفوس جسوماً

هي بأساً حفائظٌ ودروعُ

سدَّ فيهم ثغرَ المنيَّة شهمٌ

لثنايا الثغر المخوف طَلوعُ

وله الطِرفُ حيث سارَ أنيسٌ

وله السيفُ حيث بات ضَجيعُ

لم يَقف موقفاً من الحزم إلاَّ

وبه سِنُّ غيرهِ المقروع

طمعت أن تسومه القوم خسفاً

وأبى الله والحسامُ الصنيعُ

كيف يلوي على الدنيَّة جيداً

لِسوى اللهِ ما لواه الخضوعُ

ولديه جأشٌ أردُّ من الدرع

لضمأى القنا وهنَّ شُروعُ

وبه يرجعُ الحفاظُ لصدرٍ

ضاقتِ الأرضُ وهي فيه تضيعُ

فأبى أن يَعيشَ إلاَّ عزيزاً

أو تجلَّى الكفاحُ وهو صريعُ

فتلقى الجموعَ فرداً ولكن

كلّ عضوٍ في الروع منه جموعُ

رُمحه من بَنانه وكأَن من

عزمِه حدُّ سيفه مطبوعُ

زوّج السيفَ بالنفوس ولكن

مهرُها الموتُ والخضابُ النجيعُ

بأبي كالئاً على الطفِّ خِدراً

هو في شفرة الحسم منيعُ

قطعوا بعده عُراه ويا حب

لَ وريدِ الإِسلام أنت القطيعُ

وسروا في كرائم الوحي أسرى

وعداك ابن اميها النقريع

لو تراها والعيس جشمها الحا

دي من السير فوق ما تستطيع

ووراها العَفافُ يدعو ومنه

يا ترى فوقه بقيَّة وجدٍ

ملء أحشائها جوًى وصدوعُ

فترفَّق بها فما هي إلاَّ

ناضرٌ دامعٌ وقلبٌ مروعُ

لا تسمها جذب البُرى أو تدري

ربَّة الخدر ما البُرى والنُسوعُ

قوِّضي يا خيامَ عليا نزارٍ

فلقد قوَّض العمادُ الرفيعُ

واملئي العينَ يا أُميَّة نوماً

فحسينٌ على الصعيدِ صريعُ

ودعي صَكّةَ الجباهِ لويٌّ

ليس يُجديك صكُّها والدموعُ

أفلطماً بالراحتين فهلاّ

بسيوف لا تتقيها الدروعُ

وبُكاءً بالدمع حُزناً فهلاّ

بدم الطعن والرماحُ شروعُ

قلّ ألاّ قراع ملمومة الحت

ف فواهاً يا فِهر أين القريعُ