قد كان داؤك للشريعة داءا

قد كان داؤُك للشريعة داءا

فالآنَ صار لها شفاك شفاءا

نزعت يدُ الباري سقامكما معاً

وكستهُ شاغلةً به الأعداءا

مسحت غبارَ الداءِ منك بصحَّةٍ

كانت لوجه المكرُمات جلاءا

قرَّت بها عينُ الهداية وانثنت

عينُ الحواسد تشتكي الأقذاءا

والمجدُ أعلنَ في البريَّةِ هاتفاً

بشرى بصحَّة من شفى العلياءا

فاغدوا سواءً في السرور كما غدوا

في شكر نائله الجزيلِ سواءا

فلتهنَ طائفةُ الهدى في شيخها

ولنستدم به بدوامه النعْماءا

فإليه أملاك السماءِ تطلَّعت

فأقرَّ أعينَها غداة تراءا

وتباشرت حتَّى كأَنَّ إلهها

منها أزالَ ببُرئه الأدواءا

وتنزَّلت كيما تهنِّي جعفراً

وهو الجديرُ مودَّةً وإخاءا

لا قلتُ هذا غيرُ ذاك فهل ترى

ماءً تَغايرَ إن قسمت الماءا

هو جعفر الفضلِ الذي أهلُ النهى

يَرِدون منه ويصدرونَ رُواءا

وإذا رقى الأعوادَ أسمع ناطقاً

بالوعظ حتَّى الصخرةَ الصمَّاءا

ولقد سرى في الصالحات لذِكره

أرجٌ يطبقُ نشرهُ الأرجاءا

وأطل دعاك له وناد محمدَ ال

حسنَ المجلِّي نورُه الظلماءا

أأبا الشريعة أنت كافلها الذي

أنسى البنينَ ببرّه الآباءا

وبكم جميعاً أبصرت لكنَّهم

كانوا لها حُدَقاً وكنت ضياءا

أنت المعدّ لحفظ حوزتنا التي

لم تحو سابغةً ولا عدَّاءا

ماذا يضرُّ ومنكباك لواؤُنا

أن لا نهزَّ على العُدات لواءا

ولسانك السيفُ الذي أخذ الهدى

بشباهُ من أعدائه ما شاءا

وإذا جرى قلمٌ بكفِّك خالَهُ

بحشاه خصمك صعدةً سمراءا

ولقد جريتَ إلى المعالي سابقاً

حتَّى تركت السابقينَ وراءا

غفراً لذنب الدهر إنَّ له يداً

عندي نسيتُ لنفعها الضرَّاءا

جلبَ المسرَّة لي بإثر مسرَّةٍ

سبقت فضاعف عندي السرَّاءا

بشفاء مُنتجبٍ وعرس مهذَّبٍ

بَهرَ البريَّةَ فطنةً وذَكاءا

إن غبتُ عن ذاك السرور فلم يكن

ليفوتني ما أطرَبَ الشعراءا

فبعرس عبد الله رونقُ عصرنا

في كلّ آونةٍ يزيدُ صفاءا

وبأيّما وقتٍ حضرتُ فإنَّه

للزهو وقت بالسعود أضاءا

فاهتف ودونكه لتهنئة العُلى

وشياً يفوق صناعةً صنعاءا

بشرى به عُرساً لأيّ ورشحٍ

بعُلى أبيه تجاوزَ الجوزاءا

هو غصنُ مجدٍ ذو مخايل بَشّرت

أن سوف يُثمر سؤدداً وعلاءا

لو أنَّ مَن نظمَ القريضَ بعرسه

نظم النجومَ لزادها لألاءا

سكرت به الدنيا ولكن لم تذق

إلاَّ خلائقَ جدِّه صهباءا

صفه وإخوتَه فكلٌّ منهم

في المجد أحرزَ عزَّةً قعساءا

أحيوا أباهم باقرَ العِلم الذي

قدماً أعاد ذوي النهى أحياءا

متكافئين بفخره وجميعهم

ولدنهم أُمُّ العُلى أكفاءا

فلجدِّه البُشرى وأين كجدِّه

لا تطلبنَّ سوى ذُكاءِ ذُكاءا

وَليَهن فيه عمّه ذاكَ الذي

فاتت مزايا فضله الإِحصاءا

يا من إذا التفَّت عليه مجامعُ

الآراءِ فلَّ بعزمه الآراءا

دُم للشريعة كي تدوم لنا فقد

جعل الإِلهُ لها بقاكَ بقاءا

وأَقم على مرّ الزمان ممدَّحاً

تُحبى صباحاً بالسنى ومَساءا