لا تحني إذا أخو الشوق حنا

لا تحنِّي إذا أخو الشوق حنَّا

أنا يا ورق للشجا منك أدنى

وعلى مائس الأراك تغنَّي

ودعي النوح للكئيب المعنَّى

ليت عهدي بحيِّ نعمان يغدو

راجعاً والمحالُ ما أتمنَّى

نزلوا بالغضا فأضحت عليه

أضلعي من ترادف الشوق تحنى

لفتاةٍ في ذلك الحيِّ تغدو

وهي من نشوة الصبا تتثنَّى

عوَّذت خدرَها الفوارس البيض

وسمر الرياح ضرباً وطعنا

أين منها متيمٌ كلَّما اشتاق

إليها هفا غراماً وأنَّا

طوحته يدُ الليالي بهيماءَ

فأمسى مستوحش الفكر مضنى

نازحاً عن دياره تترامى

فيه أيدي المطيِّ سهلاً وحَزنا

قد رثى لي الأنام إنسٌ وجنٌّ

مذ شجيت الأنامَ إنساً وجنَّا

طرح الدهرُ كفة الغدر يصطاد

بها الماجدين في كلّ مغنى

يبتغي ذلَّهم ونقصَ علاهم

ومحالٌ ما يبتغي الدهرُ منَّا

نحنُ أبناءُ هاشمٍ أربط العا

لم جأشاً وأكثر الناس مَنَّا

قد قفونا آباءَنا الغرّ بالما

ل سخاءً وبالمكارم ضنَّا