نسيت في عرفانك الحكماء

نسيت في عرفانك الحكماءُ

فقبيحٌ أن تذكر الشعراءُ

أيُّ فضلٍ لهم يبينُ وهل للبد

رِ نورٌ إذا استنارت ذكاء

جئتَ في النظمِ مبصر الفكر والدن

يا جميعاً بصيرةٌ عمياءُ

فأزلت العمى بآيات فضلٍ

أذعنت طاعةً لها البلغاءُ

نشرتَ طيءَ الفصاحة لكن

طُويت في انتشارها الفصحاءُ

حِكمٌ حلوة الينابيع عفواً

سلسلتها رويَّةٌ سمحاءُ

يرشف السمعُ لفظها العذب راحاً

لجميع العقول منهُ انتشاءُ

لو تلاها مردِّداً لفظها المرءُ

لما احتجنَ روحَه الأعضاءُ

وكفى شاهداً بفضلك ما تر

ويه عنك الهمزيَّة الغرَّاءُ

بنتُ فكرٍ مجلوَّة في قوافٍ

لم تلد قطُّ مثلها الآراءُ

ألِفاتٌ مثل الغصون تلتها

لكَ من كلِّ همزةٍ ورقاءُ

لبست من جمان نظمك عقداً

ما تحلَّت بمثله عذراءُ

أين يا ابن الفاروق منك ال

ذي أبدعَ في نظمها ولا إطراءُ

لو رأى ما أودعت فيها لأضحى

هو والنظمُ واصلٌ والرَّاءُ

زبرةٌ قد أشعتَ في المتن منها

جوهراً في فرنده يستضاءُ

فهي فيه عادت كمثل عصا مو

سى وتخميسك اليدُ البيضاءُ